تحدى المتظاهرون المناهضون للرئيس حسنى مبارك يوم الاثنين الطقس البارد والأمطار وواصلوا اعتصامهم في ميدان التحرير في قلب القاهرة لليوم الرابع عشر على التوالي في الوقت الذي بدت فيه الحركة تدب من جديد في شوارع العاصمة . وتجمع المعتصمون حول مدرعات الجيش المصري المنتشرة في الميدان وعلى مختلف منافذه لمنع من أى محاولة محتملة للتقدم داخل الميدان لإخراجهم أو لإزالة العوائق التى وضعوها على كل المداخل لمنع مؤيدو الرئيس مبارك من اقتحامه . وعادة ما يكون الدخول الى الميدان اكثر صعوبة من الخروج منه بالنظر الى عمليات التفتيش امام المنافذ التي تستقبل كل زائر بعبارات الترحيب من قبل قاطنيه. وقد نصبت الخيام ورفعت الاعلام و الافتات وشعارات مختلفة تؤكد اعتزام اصحابها ارغم الارهاق البادي عليهم البقاء و"الصمود" في الميدان كما اكده العديد منهم لواج صباح اليوم قائلين " اننا صامدون لاخر قطرة دم فينا ودماء الشهداء في رقبة كل المصريين". و لجأ المتظاهرون الى استخدام واقيات من الورق المقوى والاواني المعدنية لحماية رؤوسهم من الامطار التي هطلت صباح اليوم وليلة امس معتبرين ان نزولها " بشرى " على قرب انفراج الازمة . وقد اعتصم صباح اليوم عدد من المتظاهرين امام باحة مجمع المصالح الادارية الحكومبية هذا المبنى الضخم الذي يوجد في الميدان و اقاموا حاجزا بشريا على طرفي المدخل امانعين الموظفين من الدخول اليه رغم محاولات عناصر الجيش الحيلولة دون ذلك ذلك وقال احمد فريد عضو حركة "6 افريل" الاحتجاجية ان استمرار الاعتصام" اثبت للجميع في الداخل والخارج ان مطالب المظاهرات لازالت معلقة ولم يتم الاستجابة لها". وجدد فريد تاكيده على تكرار مظاهرات مليونية في البلاد يومي الثلاثاء والخميس على ان يكون يوم الجمعة القادم ذروة اسبوع الصمود وقد تحول الميدان الى مسرح كبير يضم كل اطياف المجتمع ملائته صور "الشهداء" الذي لسقطوا خلال هذه المظاهرات اكان يحملها أصدقائهم او اقربائهم و كتبت تحتها شعارات مختلفة ك "لن ننساك يا شهيد" "هنا الجنة" وأدعية وغيرها . كما يتبارى هؤلاء في فن الرسم الجداري من خلال التابلوهات واشكال فنية وكاريكاتورية على ارصفة الميدان وعلى جدرانه تعبر عن مطالبهم التي تلتقي جميعها في كلمة "ارحل" وتعددت الافكار والأيديولوجيات التي ينتمي اليها المعتصمون في ميدان التحرير من يساريين وليبراليين واسلاميين من مختلف الوان الطيف السياسي المصري بل اكثر من ذلك تنوعت الخيم حسب اشكال التعبير الاحتجاجي من رسم وشعر وغناء وحلقات دينية. وقد اخرجت هذ الازمة طاقات مكبوتة لهؤلاء الشباب من مواهب ومهارات كما يردد فريد استاذ بإحدى مدارس الفنون بالقاهرة المقولة ان "الازمة تلد الهمة". وغير بعيد عن الميدان بدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيا حيث تشهد البنوك وماكينات الصرف الالي ومكاتب البريد بالقاهرة ازدحاما شديدا جراء تدفق العملاء لسحب الودائع وصرف الرواتب بعد توقف دام 12 يوما. وقد قامت البنوك بمنع العملاء من الدخول حيث دونت اسمائهم للنداء عليهم بالاسم في محاولة للسيطرة على مداخل ومخارج البنوك مما ادى الى بطء الاجراءات وحدوث مشادات بين المواطنين وموظفي البنوك. كما عادت المخابز ومحلات بيع المواد الغذائية الى عملها بصورة طبيعية حيث لوحظ توافر السلع بكميات كافية فضلا عن عودة العمل في أغلب محطات البنزين في القاهرة خاصة بعد تقليل ساعات حظر التجول التي تمتد من السابعة مساء حتى السادسة صباحا.