أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الثلاثاء عن مساندة حذرة للمظاهرات التي يبدو أنها تنتشر عبر عدة بلدان في الشرق الأوسط بعد انتفاضتي تونس و مصر. وخلال ندوة صحفية، أكد الرئيس الأمريكي، أن مقاربة الحكومة الأمريكية إزاء منطقة الشرق الأوسط هي أن "كل دولة تختلف عن الأخرى و لها تقاليدها الخاصة" مضيفا أنه "ليس باستطاعة أمريكا إملاء كيفية إدارة هذه الدول لمجتمعاتها". وأعرب الرئيس أوباما عن انشغاله إزاء الاستقرار في هذه المنطقة مؤكدا أن "دولا سيدة ستحدد قراراتها الخاصة". و استطرد قائلا "إن ما يمكننا أن نقوم به هو تقديم دعم معنوي لمن يتطلع لحياة أفضل". وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه "توجد مبادئ عالمية ندعمها أحدها أننا لا نؤمن بأن العنف وسيلة للحفاظ على السلطة". وأوضح في هذا الصدد، أنه "من المهم في كل هذه المظاهرات بالمنطقة أن تتعامل الحكومات بطريقة سلمية مع متظاهرين سلميين". وأضاف أن المبدأ الثاني يتمثل في أن الولاياتالمتحدة "تؤمن بقوة بأن حق التعبير عن الآراء و حق الاجتماع من شأنهما تمكين الناس من التعبير عن احتجاجاتهم للحكومات التي نأمل في أن تستجيب لها". ودائما بشأن هذه المظاهرات اعتبر الرئيس أوباما أن "الدرس الهام" الذي ينبغي استخلاصه هو أن "التغييرات الحقيقية في هذه المجتمعات لن تحدث بالإرهاب" بل من خلال تجمعات الشعوب "التي تضيف قوة معنوية لوضع ما". وأكد الرئيس أوباما، أنه حتى قبل حدوث المظاهرات في مصر كانت الرسالة الموجهة من قبل الولاياتالمتحدة سواء تعلق الأمر ببلدان "صديقة أو عدوة" في المنطقة هي أن "العالم يتغير و هناك في الشرق الأوسط جيل شاب" مشيرا إلى ضرورة "عدم تخلف الحكومات عن مواكبة التغيرات التي تحدث". وأضاف أنه "لا يمكن الحفاظ على السلطة بالإكراه" معربا عن "قناعته" بأنه نتيجة للتحولات في تونس و مصر "بدأت حكومات هذه المنطقة تدرك ذلك". و أشار إلى أنه حتى إن كانت الولاياتالمتحدة تدافع عن هذه المباديء العالمية "نرغب في التأكيد على عدم تحول الانتقال إلى فوضى و عنف". واعتبر الرئيس أوباما أن القادة العسكريين الجدد في مصر يبعثون "إشارات إيجابية" بشأن التحرك نحو الديمقراطية. من جهة أخرى، انتقد الرئيس أوباما السلطات الإيرانية على استمرارها في قمع المتظاهرين بشدة.