شدد المشاركون في الملتقى الدولي حول الفقارة في ختام أشغال هذا اللقاء يوم الإثنين بأدرار على ضرورة التعامل مع نظام السقي التقليدي"لفقارة" بوصفه نظام سقي طبيعي ومتكامل . وأبرزت توصيات هذا اللقاء الدولي الذي تواصلت أشغاله على مدار يومين أهمية التعامل مع الفقارة على أنها "نظاما متكاملا ومندمجا مع الطبيعة" وذلك عندما يتعلق الأمر ببرامج الأنشطة الميدانية و الأبحاث و التحاليل العلمية. ودعا المشاركون من خبراء وباحثين ومختصين في نظم السقي التقليدي إلى إشراك الجماعات المحلية في اتخاذ القرارات المتعلقة بسير الأنظمة التقليدية للري و إعطائهم الفرصة لاستغلال الوسائل لهذا الغرض مؤكدين أن ديمومة هذه الأنظمة التقليدية تتوقف أساسا على طريقة التسيير الممارسة من طرف مستخدميها. وأوصوا بضرورة أن يأخذ أي تشخيص لنظام الفقارة بعين الإعتبار إيجاد الحلول الملائمة التي من شأنها أن تساهم في "ضمان مستقبل مستديم" لهذا الصنف من الأنظمة التقليدية للري. كما أكدت توصيات هذا الملتقى الدولي كذلك على ضرورة "تصنيف الفقارة" و ما يقابلها من أنظمة تقليدية مماثلة عبر مختلف مناطق العالم "ضمن التراث العالمي" من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) وتشجيع العمل على إبرام إتفاقيات دولية لحمايتها و المحافظة عليها. وفي هذا الإطار دعا المشاركون إلى إنشاء مجموعة عمل بالتعاون مع منظمات دولية على غرار اليونسكو و الإتحاد الأوروبي في مجال مواصلة البحث و التفكير لإيجاد آليات فعالة لحماية مستقبل الفقارة. كما اقترحوا في نفس الإتجاه أيضا إعداد دراسة "لإعادة الإعتبار لأنظمة الري" تبعا لنمط تسيير الفقارة و استخدام التقنيات الحديثة المتاحة في صيانة الفقارات بما يضمن تصديها لمختلف العوامل و الأخطار التي قد تحدق بها وإنشاء هيئة مكلفة بضمان التنسيق مع مختلف الإختصاصات ذات الصلة من أجل صيانة الفقارة و حمايتها . للتذكير فقد نظم هذا اللقاء الدولي الذي بادرت به وزارة الموارد المائية و بالتنسيق مع وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة الصحراء تحت شعار "إعادة الإعتبار وتثمين الفقارة بمنطقتي توات و قورارة'' . ونشط أشغال الملتقى عدد هام من المختصين و الخبراء في مجال نظم السقي التقليدية وباحثون جامعيون وبحضور ممثل عن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم الثقافة (اليونسكو) .