أكد مشاركون في أشغال الملتقى الدولي الأول حول سبر الآراء و أدوات القياس يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة على ضرورة الاستمرار في تطوير استعمال هذه التقنية عبر الانترنيت بالجزائر و العالم بالنظر الى "فعاليتها وقلة كلفتها". وفي هذا الشأن أكدت كلير دوران من جامعة موريال ان سبر الآراء عبر الانترنيت "اقتصادي و غير مكلف" خاصة بالنسبة للبلدان "الأقل تطورا بأفريقيا وآسيا و كذا بالبلدان الواسعة المساحة على غرار كندا". غير ان المتدخلة اشارت الى ان تطوير هذه التقنية يحتاج الى "تكوين و إعلام" بأهميتها بالنسبة للمستجوبين و هو ما يسمح --كما قالت-- "بتفادي استطلاعات الرأي ذات نسب المشاركة القليلة بالنسبة للعديد من القضايا" التي تهم المجتمع. وأثارت المتحدثة بالمناسبة اهمية "سرية" المعلومات التي يقدمها الشخص المستجوب الذي يشترط في مشاركته تقديم معطيات تخص بريده الالكتروني و من ثمة اسمه وعمره وحتى رقمه الهاتفي من اجل تفادي اكثر من مشاركة لشخص واحد.كما اكدت دوران ان الاحزاب السياسية "بإمكانها تشجيع مناضليها للمشاركة في استطلاعات الراي عبر الانترنيت للتأثير في صناعة القرار" داعية الى ان يكون اختيار العينات سواء العمرية او المهنية "مدروسا بعناية". من جهة أخرى سجل المشاركون خلال المناقشة ان استعمال الانترنيت في عمليات سبر الآراء بالجزائر "لم يعرف التطور اللازم" خاصة وان نسبة الربط بشبكة الانترنيت لم تتعدى 14 بالمائة في الوقت الذي تبلغ 13 بالمائة في تونس و50 بالمائة بالولايات المتحدةالامريكية. وحسب دراسة حول استعمال الانترنيت في الجزائر من اعداد موقع "وابديالنا" قدمتها السيدة لبنى لهميسي فان عدد المشتركين في شبكة الانترنيت بالجزائر يبلغ 6 ملايين شخص و رقم اعتبره "ضعيفا" مقارنة بالمنخرطين في البلدان المتطورة. كما اشارت الدراسة --التي عرفت استجواب 18000 شخص-- الى ان "70 بالمائة من الذين شملتهم الدراسة من الرجال و ان 77 بالمائة منهم تقل اعمارهم عن 35 سنة اغلبهم من ذوي التكوين باللغة العربية". بالنسبة للمستوى التعليمي للمستجوبين خلصت الدراسة الى أن "55 بالمائة منهم من ذوي المستوى الجامعي و 25 من طلبة الثانويات و هو ما يجعل الطلبة والاطارات في مقدمة مستعملي الانترنيت بالجزائر". وبشأن فترة استعمال الانترنيت أكدت الدراسة ان "42 بالمائة يقضون 20 ساعة في الاسبوع متصلين بشبكة الانترنيت بمعدل 3 ساعات يوميا "مبرزة في هذا الصدد أن "77 بالمائة منهم يستعملون الانترنيت انطلاقا من منازلهم". و حسب ذات المصدر فان الجزائريين يستعملون شبكة الانترنيت من اجل "قراءة الصحف و مشاهدة و تحميل الافلام و الاتصال" مبرزة ان "32 بالمائة ممن شملتهم الدراسة اعضاء في شبكات الاتصال الاجتماعية". وأوضحت السيدة لهميسي في سياق متصل ان سبب ارتفاع نسبة استعمال الانترنيت انطلاقا من المنازل عوض مقاهي الانترنيت كما كان في السابق مرده "مجهودات اتصالات الجزائر في تخفيض اسعار الربط" بالرغم من تسجيل الدراسة "ضعف في مستوى تدفق الانترنيت". للإشارة فان اشغال الملتقى الدولي حول سبر الآراء و ادوات القياس بالجزائر من تنظيم وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالتنسيق مع جامعة التكوين المتواصل.