اعتبر مهنيو السياحة أن المظاهرات التي تجري كل يوم احد منذ 20 فبراير الماضي للمطالبة بإصلاحات سياسية جعل السياح ينتابهم شعور من الحذر ازاء وجهة المغرب. ونتيجة لهذا الشعور حسب هؤلاء المهنيين تقلص عدد السياح وكثرت عمليات الغاء الحجز واصبحت الفنادق تعاني من نقص في السياح. وهكذا اعلن المجلس الجهوي للسياحة لمنطقة فاس-بولمان في بيان نشرته الصحافة عن "انهيار الطلب وانعدام الرؤية بالنسبة للاشهر القادمة". وتفيد جمعيات اصحاب الفنادق لهذه المنطقة ان عمليات الحجز قد الغيت بنسبة تتراوح ما بين 45 و60 بالمئة منذ 20 فيفري الفارط وتغطي الفترة الممتدة حتي اخر ماي فيما تلاحظ جمعيات اصحاب المطاعم والمرافقون تفليصا في النشاط باكثر من 60 بالمئة. وهذا الامر جعل الصحيفة الاسبوعية "لافي ايكو" تشير في عددها الاخير الي ان "الاضطرابات التي تمر بها السياحة سوف تكون طويلة وصعبة" مؤكدة " ان المشاكل التي طرات في اخر فيفري قد تفاقمت في شهر مارس وان الافاق في الاشهر القادمة لا تبعث علي الاطمئنان". واعترفت المديرة العامة لمحطة "مازاغان" ماري بياتريس لالمان للصحيفة " لم تصلنا طلبيات بالنسبة لسنتي 2010 و 2011 لان المغرب (...) يعاني من مشكل الصورة علي الصعيد الدولي" مضيفة "اتساءل كيف يمكن ان نقاوم (هذا الوضع) لان نسبة دخول السياح يقارب 30 يالمئة". واستشهدت الصحيفة بمدينة مراكش الوجهة السياحية الاولي للمغرب معتبرة ان نسبة دخول السياح اليها انخفضت الي 10,75 بالمئة بالنسبة لنفس الشهر من سنة 2010 بينما ينتظر اصحاب الفنادق انخفاضا بنسبة 20 بالمئة لشهر افريل. وسبق لرئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة السيد عثمان شريف علمي ان توقع انخفاضا في عدد السياح في شهري فيفري ومارس بنسبة 40 بالمئة بالنسبة لنفس الفترة من السنة الماضية مضيفا ان 50 بالمئة من سياحة المؤسسات (الملتقياتة والمؤتمرات والندوات) التي كانت منتظرة في المغرب وخاصة في المدن التي شهدت اضطرابات قد الغيت. من جانبه كان المدير العام لوكالة الأسفار "فرام المغرب" جون جاك بوشي أحد اكبر مستقطبي السياح قد أكد انه لن تكون هناك تغيرات كبيرة في سلوك الفرنسي المرشح للسفر "طالما أن نشرات كبريات القنوات الفرنسية تفتتح أخبارها على الأحداث الجارية في المنطقة". كما أكد مدير "فرام المغرب" أن انخفاض الحجوزات خلال الشهرين الأخيرين قد بلغ 50% مضيفا أن هذا المؤشر المنخفض قد شمل أيضا السياح الذين كانوا معتادين على الحجز في آخر لحظة. قد للتذكير، كانت الاتحادية الوطنية للسياحة قد دقت ناقوس الخطر معتبرة أن "أعمال التخريب و النهب و السلب يخشى أن تنعكس آثارها على إلغاء الرحلات سيما من أهم الأسواق المصدرة للسياح" قبل أن تدعو إلى إرساء مخطط عاجل لتفادي أن تطال الأزمة هذا القطاع. و يرى الملاحظون أن هذه الأزمة "قد صبت في مصلحة" جزر الكناري حيث حول جزء كبير من السياح وجهتهم إليها مسجلة ارتفاعا كبيرا للقادمين. في هذا الصدد زار ما لا يقل عن 1007791 سائحا أرخبيل الكناري خلال شهر فيفري أي بارتفاع بنسبة 9ر16 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2010 حسب الإحصائيات.