عرفت وجهة ورزازات الواقعة جنوب المغرب نقصا في توافد السياح في 2010 مسجلة نسبة لا تتعدى 20 بالمائة في احتلال الفنادق مما نتج عنه غلق عدة فنادق و احالة مستخدميها على البطالة حسب ما ذكر في الرباط. و يرى المهنيون انه على عكس المناطق السياحية الاخرى في المغرب التي سجلت ارتفاعا نوعيا على مستوى توافد السياح فان ورزازات تعرف مشاكل راجعة للازمة الاقتصادية العالمية و لعزلتها و ضعف نشاطات الترقية لصالح هذه الوجهة. هذه الوجهة التي كان يقال عنها حسب الصحافة انها ستصبح "هوليود الصغيرة" اغلقت فيها الفنادق الكبرى مثل "بيلار"و "ازقور" ابوابها في 2010 و ستلحق بها فنادق اخرى اذا ما لم تتخذ اجراءات ملائمة. أما مسيرو الوحدات الفندقية فيرون ان السبب الرئيسي لانخفاض تردد السياح هو عزلة المنطقة مقارنة بمناطق المغرب الاخرى. و يرى صاحب "دنيا هوتلس" السيد عبد الهادي علمي حسب الصحافة ان لمواجهة هذه العزلة يجب تكثيف الرحلات المباشرة و انشاء طرقات ملائمة و تشجيع السياحة الداخلية بتمكين السياح الوطنيين من الاستفادة من منشات هذه المنطقة. و من جهته اشار صاحب مجموعة "كينزي هوتلس" السيد عبد اللطيف كباج ان "الوجهة هذه تعيش وضعية ماساوية لان الرحلات المباشرة نحو المدينة شبه منعدمة و الرحلات القليلة مبرمجة في ساعات متاخرة من الليل". و أفادت مصادر قريبة من الفدرالية الوطنية المغربية للسياحة انه نظرا لتقلص التوافد السياحي فان كل فنادق المدينة تقريبا تكاد تتوقف عن الدفع او تعرف مشاكل مع البنوك و مع موظفيها الذين ينظمون احيانا اعتصامات للمطالبة بدفع اجورهم المتاخرة. و إضافة الى هذا فان انخفاض السياحة جعل اصحاب الفنادق لا يهتمون بترقية وحداتهم لجلب الزبائن بسبب نقص الموارد المالية. و امام هذا الوضع دعا اصحاب الفنادق تضيف الصحافة المغربية السلطات العمومية خاصة الوزير الاول السيد عباس الفاسي الى "انقاذ ورزازات" وجعلها " منطقة محورية للسياحة في جنوب المغرب مع اظهار مزاياها. و دعوا للخروج من هذه الازمة الى ترقية هذه المنطقة من خلال وكالات سياحية اجنبية تضمن على الاقل رحلات نهاية الاسبوع للاستجمام و تشجيع السياحة الداخلية كما كان عليه الحال سنوات 1990 حيث كان العديد من المغربيين يقومون في نهاية الاسبوع بزيارة ورزازات التي كانت وجهة جد محبوبة لدى الزوار. و أشار صاحب فندق الى انه هناك لجان تقوم بالتفكير حول مواضيع موحدة عديدة كاعادة الاعتبار للقصور العديدة للمنطقة و تاسيس مهرجان سينما لجعل ورزازات الوجهة "الاكثر استقطابا للسواح في المغرب". و تمت الاشارة في ديسمبر الفارط خلال الجلسات العاشرة للسياحة المغربية المنظمة بمراكش الى ان المغرب يطمح خلال السنوات العشر القادمة بلوغ 20 مليون زائر سنويا. كما يتطلع المغرب الى انشاء 200.000 سرير فندقي جديد و مضاعفة توافد السواح و مضاعفة بثلاثة مرات عدد الاسفار المحلية. و بامكان القطاع تشغيل نحو مليون شخص مقابل 500.000 حاليا. و في سنة 2009 استقبل المغرب 3ر8 ملايين سائح و كان هذا الرقم سيبلغ 9 ملايين مع نهاية 2010 حسب الارقام الرسمية. و لبلوغ هذا الهدف قال وزير السياحة المغربي ياسر زناغي ان المغرب يتوقع استثمارا اجماليا يقدر بنحو 13 مليار اورو في قطاع السياحة الى غاية 2020. و تعد السياحة في المغرب "المحرك الثاني لاقتصاد المملكة من حيث المداخيل بالعملة الصعبة". و أعلن وزير السياحة انشاء صندوق مغربي للتنمية السياحية بقيمة 3ر1 مليار يورو و وضع ميزانية بقيمة 1ر2 مليار يورو تحت تصرفه من قبل البنوك الوطنية و الدولية لا سيما الامارات العربية المتحدة و الكويت و قطر. و يهدف هذا الصندوق الى تعبئة الاسثتمارات الوطنية المغربية و الدولية و توجيهها نحو منتوجات و وجهات جديدة.