كشف وزير التضامن الوطني والأسرة، سعيد بركات، يوم الأربعاء بسطيف عن وجود فكرة مشروع جديد يقضي بفتح مراكز للإقامة النهارية لفائدة الأشخاص المسنين بغية التكفل بهم. وأوضح الوزير خلال زيارة عمل وتفقد إلى هذه الولاية في إطار الاحتفال باليوم الوطني للمسنين المصادف ل 27 أفريل من كل سنة أن التطور الحياتي للمجتمع الحالي "جعل أفراد العائلة في غياب مستمر عن البيت مما يجعل فكرة فتح هذه المراكز ضروري للتكفل بهذه الفئة خلال النهار و في فترة غياب أفراد البيت". واستنادا للسيد بركات، فإن المشروع سيعمم مستقبلا ليتم من خلاله استغلال جميع المراكز المتوفرة لهذا الغرض حيث من المنتظر أن تكون هذه المراكز بمثابة "نوادي للكبار" تسهم في إبقاء الرابط الأسري في المجتمع وتوفر الاحتكاك بين أفراد هذه الفئة. وكان الوزير قد أشرف بالمناسبة على الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني للمسنين بدار الأشخاص المسنين والمعاقين ببلدية صالح باي (جنوبسطيف) حيث تم تكريم مجموعة من المسنين المقيمين بهذه الدار التي أنشئت سنة 1988. وتضم هذه الدار حسب مسؤوليها 95 نزيلا وهي مهيأة لاستقبال الأشخاص المسنين الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة بالإضافة إلى فئة المعاقين وأصحاب العاهات الحركية الأكبر من 15 سنة دون أهل أو كفالة عائلية. ودشن قبل ذلك السيد بركات مركزا للمكفوفين الصغار لبلدية سطيف بطاقة استيعاب إجمالية تقدر ب 225 مقعد والذي يستقبل حاليا 120 طفل. وتضم هذه المنشأة التي خصص لها غلاف مالي يقدر ب 160 دج 12 قسما للتدريس وقاعة للموسيقى وقاعة للنشاطات المتعلقة بالخياطة والنسيج وأربعة مراقد ومرافق أخرى. كما تشغل هذه المدرسة الجديدة 56 فردا مكلفين بالإدارة والتعليم المتخصص بما فيهم مربين مختصين وأخصائيين نفسانيين يشرفون على قسم للتحضيري وقسمين اثنين للسنة الأولى والثانية ابتدائي. وبحظيرة البلدية قام الوزير من جهة أخرى بتوزيع 15 حافلة للنقل المدرسي لفائدة المناطق النائية والمعزولة حيث أكد على أن جميع بلديات الوطن أصبحت الآن مغطاة بالنقل المدرسي "ما عدا الشيء القليل منها". كما تم ببلدية العلمة (شرق سطيف) استلام الهبة الممنوحة من طرف أحد مجاهدي وأعيان المنطقة متمثلة في قصر للشيخوخة والتي تم وضعها تحت تصرف وزارة التضامن الوطني والأسرة. وشيد هذا القصر المتربع على مساحة 2.626 متر مربع و التابع لهذا المحسن الذي تكفل أيضا بأشغال البناء والتجهيز كاملة ليكون صرحا يستقر فيه جميع المسنين دون مأوى ليتمتعوا بالراحة والأمان. ويضم هذا المركز الجديد 48 غرفة لشخصين وعيادتين طبيتين ومرافق ترفيهية أخرى حيث قدرت القيمة الاستثمارية للمشروع ب 150 مليون د.ج. وتطرق الوزير بإسهاب عن حقوق المسن مشيدا بدور القانون الخاص به والذي قامت الوزارة بإعداده العام الفارط وتمت المصادقة عليه في جويلية 2010 للتحكم في بعض التجاوزات. وحسب السيد بركات، فإن 35 مركزا خاصا بفئة المسنين مفتوحا حاليا عبر الوطن منها 5 مراكز تابعة للخواص يستفيد من خدماتها حوالي 3 آلاف مسن يتمتعون بالراحة والطمأنينة والحياة الكريمة من دون مقابل. واعتبر الوزير عدد المسنين في الجزائر البالغ عددهم 2,7 مليون "ضئيل جدا" مقارنة بالعدد الإجمالي للسكان مما يجبر الدولة على التكفل وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة والضرورية لرعاية هذه الفئة.