تدفع التطورات المتسارعة للوضع في ليبيا الى تحول في الموقف الدولي بعد اشارة حلف شمال الاطلسي الى امكانية تدخل عسكري على الارض وهو ما يزيد من مخاوف معظم اعضاء المجتمع الدولي من عرقلة اي حل للازمة في هذا البلد بالوسائل السياسية. فقد أكد مساعد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) للشئون السياسية جيمس أباتوراي اليوم على ضرورة إصدار قرار جديد من قبل مجلس الأمن الدولي يسمح بالقيام بعمليات برية في ليبيا. ونقلت وكالة الانباء الروسية "نوفوستي" عن اباتوري قوله انه "ينبغى على مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار جديد بشأن ليبيا نظرا لكون القرار 1973 لا يتضمن إجراء عمليات برية". ومن جهته، قال المتحدث العسكري باسم القوات المشاركة في عملية حلف الشمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا رينالدو فيري من نابولي (ايطاليا) ردا على سؤال حول إمكانية التدخل العسكري الأرضي للحلف "ان الأمر يمكن أن يخضع للدراسة في حال تطلبت الظروف ذلك مؤكدا أن قيادة العملية تعتبر أن الوسائل الجوية والبحرية "كافية حتى اللحظة". ويعارض معظم اعضاء المجتمع الدولى اية عمليات تتجاوز تفويض القرار1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 17 مارس الماضي سواء اكانت تتعلق بعملية برية او استهداف للقيادة السياسية في ليبيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يوى اليوم رداعلى سؤال حول الغارات الجوية للناتو على اهداف مدنية في ليبيا ان بلادها "تشعر بقلق" ازاء تزايد التوترات فى ليبيا والتى تسببت فى سقوط العديد من الضحايا " مؤكدة معارضتها لاية عمليات تتجاوز تفويض مجلس الامن الدولي . وأضافت "اننا نأمل فى ان توقف اطراف النزاع في ليبيا اطلاق النارفورا وان تحل الازمة الحالية من خلال الوسائل السياسية مثل الحوار والمفاوضات". ومن جهتها أعربت روسيا مجددا اليوم عن "قلقها" لتطورات الوضع الامني في ليبيا ودعت إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ب"دقة". وقال مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف ان موسكو "قلقة من إفراط قوات التحالف في استخدام القوة في ليبيا" مع الزيادة في كثافة القصف خلال الايام الاخيرة على طرابلس التي لا تستهدف مواقع عسكرية فحسب بل تستهدف أيضا منشآت البنية التحتية وأخرى مدنية" داعيا إلى "تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي بدقة". وكان حلف شمال الاطلسي قد اعلن انه نفذ منذ توليه قيادة قوات التحالف في 31 مارس الماضي 1980 طلعة جوية في ليبيا وجهت لضرب أهداف محددة. وتقلل اطراف في المجلس الوطني الانتقالي الذي تنضوي تحته فصائل المتمردين ومقره بنغازي من اهمية الضربات الجوية للحلف الاطلسي وترى انها "غيركافية" وتطالب في المقابل دول التحالف تزويدها باسلحة "ثقيلة وفعالة" لتقصير أمد الحرب". وصرحت مصادر مقربة من المتمردين انه لكي يكون النجاح في ميدان المعركة "اسرع اكثر من هذا الذي نراه الان لابد من عملية ايصال اسلحة ذات فعالية ميدانية" للمتمردين في ليبيا مشيرة الى انه "مالم تقم قوات التحالف بذلك في اسرع وقت ستاخذ العمليات العسكرية وقتا اطول". ويعول المتمردون على الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال بروما هذا الاسبوع لاتخاذ قرار بشان تسليحهم اضافة الى مسالة طلبهم رفع التجميد عن الاموال الليبية في البنوك الغربية او منحهم قروضا من دول شرق اوسطية للتكفل بنفقات الحرب وشؤون التسيير للمناطق التي توجد تحت سيطرتهم. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحافظ غوقة امس ان المجلس "يجد صعوبة في دفع نفقات شهر ماي" الجاري و"انه سيكون في وضعية مالية حرجة للغاية اذا لم يتلقى دفعة جديدة من الاموال". واوضح غوقة ان المجلس سيطلب قروضا من بلدان صديقة بالاضافة الى المساعدات التي يحصل عليها المتمردون وقال "اننا نسعي للحصول على قروض من الامارات العربية وقطر". وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية قد قدمت مساعدات بقيمة 25 مليون دولار للمتمردين الليبين في شكل تجهيزات فيما منحتهم الكويت حوالي 177 مليون دولار. وتسعى الاطراف الغربية المتورطة في الازمة الليبية الى البحث عن مدخل اخر اضافة الى العمليات العسكرية لحسم المعركة باقل التكاليف واغراء شركاء جدد للدخول على خط الازمة الليبية. وقد اعلن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن فرنسا ستقترح خلال الأسابيع القادمة عقد مؤتمر "لأصدقاء ليبيا" من اجل التحضير "للانتقال السياسى للسلطة في البلاد". واعترف ساركوزى في حديثه لمجلة "لكسبريس" الفرنسية أن النجاح "لم يتحقق بعد في ليبيا" مشيرا الى ان فرنسا تأمل في تكثيف الضربات التي تستهدف المواقع العسكرية من اجل الوصول إلى مفاوضات سياسية ودبلوماسية حقيقية حيث أن تلك هي الطريق لإرغام النظام الليبى على إعادة قواته إلى الثكنات. و توقع ان يتحقق ذلك في ظرف بضعة شهور. وانضمت تركيا علانية الى الصف المناهض للزعيم الليبي وطالبت العقيد معمر القذافي بترك إدارة البلاد "على الفور" . وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي اليوم "أن القذافي يجب عليه ترك السلطة وإعادة إدارة البلاد الى الشعب الليبي" مشددا على "ان مرحلة جديدة بدأت في ليبيا وانتهى وقت الكلام وعند هذه النقطة يجب على القذافي أن يترك إدارة البلاد على الفور وفاء بالمسئولية الإنسانية الملقاة عليه ومراعاة لضميره".