لايزال الوضع الامني في ليبيا .يشهد معارك عنيفة بين القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي والمتمردين تزامنا مع تحليق مكثف لقوات الحلف الاطلسي " الناتو" في سماء العاصمة طرابلس بالرغم من اجماع الاوساط السياسية الدولية على ضرورة الوصول الى تسوية سياسية لانهاء الازمة الليبية. فقد وقع يوم الخميس انفجاران قويان في قطاع باب العزيزية بضواحي العاصمة الليبية طرابلس فيما علم من مصدرعسكري أن طرابلس تعرضت لقصف عنيف من جانب طائرات التحالف الغربي نتج عنه سقوط عدد من الضحايا المدنيين. وذكر مصدر اعلامي أن "طائرات حلف الناتو استهدفت للمرة الثالثة موقعا عسكريا يقع بالقرب من جامعة ناصر بطرابلس مشيرا الى أن سحبا من الدخان شوهدت ظهر اليوم بينما سمعت أصوات المضادات الأرضية في الوقت الذي استمر فيه تحليق طائرات الناتو. وكانت مصادر رسمية ليبية قالت أمس الأربعاء ان قوات حلف الاطلسي قصفت عدة مدن ومناطق في ليبيا ما أدى الى سقوط قتلى ووقوع اضرار. و قال الامين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندريس فوج راسموسين أن العمليات العسكرية في ليبيا ستتواصل مشيرا الى "إنه منذ تسلم الناتو مهمة العمليات في ليبيا قامت الطائرات التابعة له بأكثر من 2000 مهمة منها تدمير دبابات وعربات مدرعة ومستودعات ذخيرة وغيرها". ولاتزال كل من فرنسا وبريطانيا تضغطان على حلفائهما بالناتو لتسريع الغارات الجوية فى ليبيا وتقديم المزيد من طائرات الهجوم الأرضى في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني من خطورة سقوط ضحايا مدنيين فى غارات حلف الناتو. ولاتزال المساعي الديبلوماسية لايجاد حل سلمي للازمة الليبية متواصلة حيث التقى وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانو اليوم مع نظيره الليبي عبد العاطي العبيدي وناقشا كيفية التوصل إلى حل سياسى للأزمة في ليبيا. وتقول نيقوسيا انها تشجع الجهود القائمة على أساس خريطة طريق السلام التى عرضها الاتحاد الأفريقى فيما تؤكد على الحاجة إلى تحقيق وقف فوري لاطلاق النار لحماية المدنيين وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة. وكانت "آلية دولية لوقف اطلاق النار" في صلب نقاشات اجتماع المنظمات الدولية والاقليمية حول ليبيا في القاهرة . واكد المشاركون ان المخرج السياسي للازمة لن يكون الا بعد الوقف الفوي لاطلاق النار وهو شرط "مهم واساسي" لمعالجة الازمة الليبية وبعدها سيتم العمل وفق خارطة الطريق التي تقترح فتح حوار شامل لا يستثني اي طرف ومرحلة انتقالية تميزها اصلاحات سياسية يختار خلالها الشعب الليبي قادته بنفسه. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم الخميس بالقاهرة الى المزيد من الجهد والعمل على وقف اطلاق النار في ليبيا والوصول الى "حل سياسي" لانهاء الازمة. من جهته اكد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف اليوم خروج العمليات العسكرية ضد ليبيا على قرارات الشرعية الدولية فيما دعت الصين المجتمع الدولي إلى إيجاد حل للأزمة في ليبيا عبر الوسائل السياسية مؤكدة أن جهود جميع الاطراف ينبغي أن تساعد على تهدئة التوترات الحالية في ليبيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمر صحفي في بكين تعليقا على اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا بالدوحة أمس الاربعاء "نعتقد أن على المجتمع الدولي أن يستمر في البحث عن وسائل سياسية لحل الأزمة في ليبيا". وجددت فرنسا رفضها لوقف اطلاق النار على لسان وزيرها للدفاع جيرار لونجيه الذي اعلن أن "وقف إطلاق النار فى ليبيا والذى تنادى به بعض الأطراف لن يؤدى إلا إلى تجميد وتكريس الوضع الحالى غير المقبول فى هذا البلد". كما صرحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون ان الولاياتالمتحدة "ستدعم بقوة" عملية الحلف الاطلسى فى ليبيا.