تم، أمس، بالجزائر العاصمة التوقيع على ثلاثة اتفاقات تعاون بين الجزائر والمغرب في المجال الفلاحي وذلك بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الوزير المغربي للفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش للجزائر. وتخص الاتفاقات الموقعة ثلاثة مجالات هي البحث العلمي والتكوين والإرشاد وحماية الصحة النباتية. وقد تم التوقيع على هذه الاتفاقات بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى ونظيره المغربي السيد أخنوش. ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقات تطبيقا لمذكرة تفاهم وتعاون في مجالي الفلاحة والتنمية الريفية الموقعة بين الوزيرين في نهاية شهر أفريل الفارط بالرباط. وسيؤطر اتفاق الإطار المتضمن حماية الصحة النباتية الذي وقعه الوزيران تبادل التجارب بين البلدين في مجال مكافحة الأمراض. ويمثل هذا الاتفاق قاعدة لخطة عملية سيتم تطبيقها بكل من الجزائر والمغرب قصد تحسين حماية النباتات. وحسب الوزارة يسعى البلدان من خلال هذا الاتفاق إلى “حماية النباتات طبقا للمعايير الدولية المتعلقة بإجراءات الصحة النباتية بهدف الوقاية من انتشار الكائنات المضرة على أراضيهما من خلال تبادل أو عبور نباتات ومنتوجات ومواد منظمة وخاضعة للقانون”. وفيما يخص البحث الفلاحي وقع الاتفاق مدير معهد البحث الفلاحي الجزائري وكذا مدير معهد البحث الفلاحي المغربي على التوالي السيدين فؤاد شحات ومحمد بدراوي. وأوضح السيد بدراوي أن الطرفين يلتزمان في هذا الإطار ب “تطوير العلاقات في مجال البحث الفلاحي وإنجاز دراسات بيئية حول الأنظمة البيئية الغابية والطبيعية وتحسين إنتاجية الشعب النباتية والحيوانية ووراثية أنواع النباتات والحيوانات”. وأكد السيد شحات من جهته على أهمية هذا الاتفاق بالنظر إلى المشاكل الكبيرة التي سيعيشها البلدان خلال العقود المقبلة لاسيما في مجال التغيرات المناخية والتنوع البيولوجي وحماية النباتات. وفي مجال التكوين، يسعى البلدان إلى تبادل تجاربهما من خلال تنظيم دورات تكوينية ونشر المعلومة العلمية والتقنية وتنظيم التظاهرات العلمية. وفي تدخله عقب حفل التوقيع أعرب السيد بن عيسى عن ارتياحه لتنفيذ مذكرة التفاهم المبرمة في أفريل الفارط. وأكد السيد بن عيسى للصحافة أن “هذه الاتفاقات ستساعد على تعزيز التعاون في مجال الفلاحة والتنمية الريفية وتفتح الباب للقاءات أخرى” مذكرا في هذا الصدد بالتعاون في مجال البحث وتبادل المعلومات قصد مواجهة آثار التغير المناخي. وأضاف يقول “يتعين علينا تكييف تدخلاتنا وتعزيز إمكانيات الفاعلين ميدانيا قصد مواجهة كل هذه التغيرات”. ويرى الوزير المغربي من جهته أن الاتفاقات التي تم التوقيع عليها أمس، ستسمح بتجسيد مذكرة التفاهم المبرمة بالرباط من أجل تعزيز التعاون في المجال الفلاحي، مشيرا إلى أن الفلاحة “تعد من بين القطاعات التي ستساعد على ترقية علاقات التعاون بين الجزائر والمغرب ومن شأنها الإسهام في إدماجها”. وأضاف يقول إن “تعاوننا يهدف إلى تحسين الأمن الغذائي لسكاننا ولذلك يبقى التكوين تبادل التجارب هامين للغاية”. وكان السيد اخانوش الذي حل بالجزائر أمس، على رأس وفد من دائرته الوزارية قد توجه إلى ولايتي تيبازة والبليدة حيث تفقد عدة هياكل فلاحية بالمتيجة. وسيقوم الوفد المغربي اليوم بزيارة لولاية بسكرة.