تلمسان - كان موضوع الخزف و مكنوناته العاكسة للحياة اليومية للانسان و انشغالاته صوب اهتمام المشاركين يوم الأحد بمناسبة اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول ''معارف وأعمال الأسلاف في تلمسان ونواحيها''. و دهبت الأستاذة عقيلة جليد من الجزائر إلى أن الخزف رافق الإنسان دوما في حياته اليومية حيث سجل عليه من خلال التقنيات والزخرفة أنشغالاته الاجتماعية والفكرية والذهنية والفنية بابراز ثقافته المادية. ولدى تطرقها إلى الخزف الإسلامي في محاضرتها أوضحت نفس الأستاذة أن هذا الخزف أصيل من حيث تصميمه ما بين القطعة النفعية والقطعة الفنية مشيرة إلى أنه قد ساهم بقسط كبير في تطوير الفن الإسلامي بفضل ابتكارات الخزفيين المسلمين الذين توصلوا إلى اختراع خزف التزيين الملمع. وأضافت أن هذه التقنية المعقدة قد ''ظهرت ابتداء من القرن التاسع بالعراق لتلبية عل الخصوص احتياجات بلاط الأمراء والزبائن الأغنياء''. أما ممثلا جمعية ''المعرفة والتراث'' لبجاية شلبي زهية و تاري الباهي فقد ركزا في تدخلهما على فن العمارة القديمة بمنطقة القبائل مع تقديم مختلف الأنماط والمواد المستعملة وفق الخصوصيات الجغرافية والمناخية والتاريخية لكل ناحية. ومن جهته أشار الأستاذ والمهندس المعماري من جامعة باتنة طاهر سعيدي في محاضرته ''البناء بالحجارة بمنطقة الأوراس: نمط في طريق الزوال'' إلى أن ''البناء بالحجارة يندرج تماما في مسعى التنمية المستدامة باعتبار أنها ايكولوجية'' ليضيف أن الحجارة تعد ''مادة عصرية تستجيب للرهانات الحالية للبناء وديمومة السكن بقرى الأوراس بفضل التقنيات والمواد المستعملة أهمها الحجارة''. و للإشارة ستتواصل أشغال هذا الملتقى الدولى يوم غد الاثنين بتقديم مداخلات أخرى تتمحور حول ''صناعة والمحافظة على المخطوطات'' و''الزواج التلمساني'' و''الطقوس الاحتفالية والمهارات'' إلى جانب محاضرة ستخصص لبعض الكتابات حول الألعاب والرياضات التقليدية.