الجزائر-اتسعت رقعة الاضطرابات في بريطانيا يوم الأربعاء لتشمل مدنا خارج العاصمة لندن في الوقت الذي دعت فيه الحكومة إلى عقد جلسة طارئة للبرلمان يوم غد الخميس وتعزيز قوات الشرطة وفرض الإجراءات الكفيلة باحتواء هذه الأعمال. فقد امتدت أعمال الشغب التي تعد الأعنف والأسوأ من نوعها منذ ثلاتين سنة لتشمل مدنا رئيسية أخرى خارج لندن لا سيما مانشستر (شمال غرب) ثالث كبرى مدن البلاد والتي امتدت اليها أعمال الشغب لأول مرة وكذلك في نوتنغهام وبرمنغهام (وسط) وليفربول وسالفورد (شمال غرب) وبريستول وغلوسستر (جنوب غرب). وفي اعقاب اعمال العنف اعلنت الشرطة البريطانية اليوم انها اوقفت 770 شخصا خلال الاربعة ليالي الماضية التي شهدت أعمال شغب بدأت في لندن وامتدت الى مدن كبيرة أخرى من انجلترا . وتم توقيف 81 شخصا مساء الثلاثاء في لندن التي شهدت ليلة هادئة بعد نشر تعزيزات أمنية تقدر ب 16 ألفا اي ثلاثة أضعاف عدد الشرطة التي تكون عادة في شوارع العاصمة في محاولة لاحتواء الاضطرابات. وفي مانشيستر أوقفت الشرطة المحلية 108 أشخاص بعد ان استفزت مجموعات من الشبان المقنعين رجال الشرطة. كما تم إيقاف مائة شخص بعد حوادث مشابهة في برمنغهام وضواحيها وفي ولفرهامبتن وويست برومويتش. وحسب مصادر امنية فقد جرح 111 عنصرا من قوات الامن بعدة مقذوفات منذ بداية أعمال الشغب فيما تم العثور على جثة شاب عثر عليها مصابا بالرصاص في ضاحية "كرويدون" التي شهدت اضطرابات كبيرة. ولاحتواء الازمة واعادة الهدوء الى البلاد دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في ختام اجتماعه امس الثلاثاء مع لجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا" بعد بحث الاجراءات اللامة لمنع مزيد من العنف الى عقد جلسة استثنائية للبرلمان يوم غد الخميس لبحث الأزمة التي تعيشها البلاد. وتعهد كاميرون الذي قطع اجازته لايطاليا وعاد مباشرة الى لندن للاجتماع بلجنة الطوارئ ب"بذل كل ما في وسعه وكل ما هو ضروري لإعادة استتباب الأمن" معلنا عن تعزيزات أمنية اضافية برفع عدد قوات الشرطة في لندن من ستة آلاف الى 16 ألفا اعتبارا من امس الثلاثاء. ووصف كاميرون المشاهد التى تسبب فيها مثيرو الشغب بأنها "عمل اجرامى" واكد على تطبيق العدالة. من جهتها أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي عن أن المسؤولين عن أعمال العنف والنهب "سيواجهون عواقب أفعالهم" وناشدت سكان الأحياء المتضررة "التعاون مع الشرطة بصورة بناءة لمساعدتها على تقديم هؤلاء المجرمين إلى العدالة". وقال مساعد قائد شرطة مانشستر غارى شيوان ان اعمال العنف هذه يرتكبها اشخاص "ليست لديهم اى اسباب للتظاهر وقد جلبوا العار الى شوارع المدينة ". واضاف "ان ما جرى هو عنف مجانى واجرام عبثى على مستوى لم اشهد له مثيلا فى حياتى المهنية". وكانت العاصمة لندن منذ اربعة ايام مسرحا لاعمال العنف والتخريب التي اجتاحت البلاد وألحقت أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة حيث احرقت المباني والسيارات ونهبت بعض المحلات التجارية حسب تقارير اعلامية. وبقيت محطات التلفزة البريطانية تعرض الليلة الماضية مشاهد حية لأعمال العنف وعمليات سلب ونهب في المدن البريطانية بينها "كلابهام" و"جانكتش نيوهام" و"لويسهام" وغيرها. وذكرت وسائل إعلام أن شرارة أعمال الشغب اندلعت بعد قيام حشود باللجوء إلى الشارع الليلة الماضية مطالبة بالعدالة بعد مصرع مارك دوغان (29 عاما) بالرصاص على يد رجال الشرطة يوم الخميس الماضي. وعلى خلفية أعمال الشغب التي تشهدها مدن متفرقة من بريطانيا طلبت الخارجية الألمانية من رعاياها توخي الحذر عند السفرإلى بريطانيا ي الوقت الراهن. ونشرت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني تحديثا لإرشادات السفر إلى بريطانيا ونصحت فيها المسافرين بتوخي الحذر بشكل كبير والابتعاد عن أي مكان تظهر فيه إشارات حدوث أعمال شغب واتباع تعليمات قوات الأمن بدقة". ونددت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاربعاء بالمواجهات العنيفة لرجال الشرطة مع المتظاهرين في عدة مدن بريطانية واعتبرتها "خزي على الامة " مؤكدة ان الذي يجري حاليا في بريطانيا "تثير الصدمة للجميع خوفا من انعكاساته الخطيرة على مستقبل البلاد". كما قالت صحف اوروبية ان المواطنين البريطانيين نزلوا الى شوارع وميادين مختلفة في العاصمة لندن "لإسماع صوتهم الرافض لسياسات كاميرون الإجتماعية والإقتصادية التي تنفذ سياسة تقشف ".