قسنطينة- اعتادت العائلات القسنطينية على تحضير الطبق التقليدي "التريد" أو"الثريدة " أو ما يعرف محليا ب"تريدة الطاجين" أو"النفقة" وذلك ليكون الطبق الرئيسي في مائدة فطور ليلة منتصف شهر رمضان. وتكون "النفقة" حاضرة على المائدة ليلة الخامس عشر من شهر رمضان حيث تعكف النساء القسنطينيات منذ الصباح الباكر ليوم الرابع عشر من شهر الصيام على تحضير أوراق "التريد" لإحياء هذه الليلة المباركة بصنع طبق التريد الشهي. ومنهن الحاجة يمينة (57 سنة) التي تقوم في مثل هذا اليوم في الصباح الباكر لتحضير عجينة "التريد" بوضع في قصعة كبيرة كمية من الدقيق وتمزجه بالماء وبقليل من الملح وتغطيه بقطعة قماش ثم تتركه جانبا لتعود إليه حيث تقوم بدلك العجينة بشدة حتى تصبح العجينة طرية ثم تصنع منها كويرات صغيرة عديد الى أن تنتهي العجينة . ثم تسخن الحاجة يمينة الطاجين وتقوم بتحويل تلك الكويرات الى رقائق باستعمال قليل من الزيت وطهيها قليلا على نار هادئة حتى يصبح لون الرقائق ذهبيا دون أن تحرقها أو تغير من صفاء لونها ورائحة الرقائق اللذيذة تسيل لعاب الصائمين. وتقول الحاجة يمينة "اعتدت على تحضير طبق "التريد" التقليدي في مثل هذه المناسبات لأن أفراد عائلتي يحبونه كثيرا على الرغم من أنه ثقيل بعض الشيء على معدة الصائم فابني محمد كان ينتظر بفارغ الصبر حلول هذه المناسبة ليتناول بعضا من هذا الطبق الشهي." ويقدم طبق "التريد" بعد نضجه وتفتيته إلى قطع صغيرة مع مرق اللحم و الخضار حيث أن" السيدات تختار لحم الخروف ويحبذن عنقه أو ما يعرف محليا ب"الكرومة أو حتى فخذ الدجاج لأنها ألذ قطع اللحم وأنسبها لمثل هذا النوع من العجائن. تقول الحاجة يمينة . وبهذا الصحن الشهي الذي امتزجت فيه رقائق "التريد" الشهي مع قطع اللحم الدائرية وأجزاء الخضر الطازجة بألوانها الزاهية وحبات الحمص المتناثرة على أرجائه يترأس "التريد" مائدة فطور منتصف الشهر الكريم إلى جانب شربة "الفريك" أو ما يعرف ب"الجاري" الشهي بنكهة الفلفل الحار وكذا السلطة المشوية والبوراك . وتوضح الحاجة يمينة أن هناك من العائلات من يتناول رقائق "التريد" بمذاق حلو حيث يحضر بنفس الكيفية إلا أنه بعد تفتيت الرقائق الى قطع صغيرة تمزج بقليل من الزبدة الشهية الطازجة وتسقى بشيء من العسل الحلو المذاق وقطرات من ماء الورد ثم تزين بقطع من المكسرات المحمرة كالجوز واللوز و يعرف هذا الطبق محليا ب"المشلوش" ويقدم خلال السهرة كطبق حلو ينوب عن الحلويات الأخرى .