الجزائر - يتوجه رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي، محمد الصغير باباس، يوم غد الأحد إلى إليزي لمواصلة مهمته الخاصة بتنشيط التشاور الوطني حول أهداف التنمية المحلية. فبعد اقل من أسبوع من خرجته الأولى إلى تندوف (أقصى الجنوب الغربي) التي خصصت لتكون نقطة الانطلاق الفعلي لهذا التشاور الذي يبدأ من القاعدة إلى القمة، فإن السيد باباس و أعضاء الوفد الذي يرافقه سيتوجهون إلى إليزي لنفس الهدف المتمثل في الاستماع لانشغالات و اقتراحات و تطلعات سكان أقصى الجنوب الشرقي من البلاد و ممثلي الحركة الجمعوية و المنتخبين المحليين و كذا الإدارة المحلية. وعلى غرار اللقاء السابق، سيتم الاحتفاظ بنفس جدول الأعمال للقاء إليزي و الذي سيجري في ثلاثة جلسات ستخصص الأولى بشكل كلي لممثلي المواطنين وأعيان المنطقة و الحركة الجمعوية و المجتمع المدني المحلي. أما الجلسة الثانية فستجمع السيد باباس بالمنتخبين المحليين مثل أعضاء المجالس الشعبية البلدية و الولائية فضلا عن ممثلي اليزي لدى غرفتي البرلمان فيما ستخصص جلسة العمل الثالثة لتقديم الوالي لعرض حول الجهود العمومية في مجال التنمية المحلية. في هذا الصدد، أوضح رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي أن هذه المنهجية في العمل ستسمح بمطابقة نجاعة أدوات التدخل العمومية في ميدان التنمية المحلية مع تطلعات السكان و واقع الحال. وسيتم عرض نتائج لقائي تيندوف و إليزي و اللقاءات التي ستجري في ولايات أخرى على اللقاءات الجهوية الستة التي ستتمخض عنها هي الأخرى توصيات يتم عرضها على الجلسات الوطنية التي سيتم تنظيمها قبل نهاية 2011. في ذات الإطار، أوضح المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي أن اقتراحات وتوصيات هذه الجلسات سيتم التكفل بها و تطبيقها من قبل الحكومة قبل نهاية السنة الجارية. وكان السيد باباس خلال اللقاء السابق للتشاور الذي دام أكثر من 12 ساعة قد شجع ممثلي المجتمع المدني على التعبير بكل حرية عن مطالبهم في مجال التنمية المحلية من اجل تكفل أفضل بانشغالاتهم. أما الخطوط العريضة للتشاور الرامية إلى إشراك مجموع الفاعلين المحوريين في التنمية المحلية قد تم تحديدها في نهاية شهر ماي خلال اجتماع بين رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، وذلك تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، التي قدمها أياما من قبل خلال اجتماع لمجلس الوزراء. ويجذر التذكير من جهة أخرى، أن الشبيبة التي تشكل أكثر من ثلثي المجتمع الجزائري سيتم إشراكها بشكل مكثف في جميع مستويات هذا التشاور بهدف إلزامها و إشراكها أكثر في مسؤولية تسيير الشؤون المحلية و الوطنية. كما أن اجتماع الشباب بمناسبة هذا التشاور سيسمح بالاستفادة من وجهات نظرهم و اقتراحاتهم الخلاقة. ويجمع الملاحظون على أن الجزائر ومن خلال اختيارها لمسعى من هذا المستوى تكون قد تبنت تصورا جديدا في معالجة كبريات الآليات التي من شانها أن تؤدي إلى اقتصاد يشرك جميع الفاعلين الاجتماعيين و الشركاء الاقتصاديين. و كان رئيس الجمهورية قد أوكل للمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي مهمة تنشيط تشاور وطني يرمي إلى تكييف أهداف التنمية المحلية مع تطلعات السكان.