الجزائر - شرع مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر يوم الخميس في زيارة لصنعاء في محاولة جديدة لإستعادة الجهود الدولية لحل الأزمة اليمنية في الوقت الذي تبددت فيه الآمال في التوصل إلى التوقيع على المبادرة الخليجية المقررة اليوم بالعاصمة السعودية الرياض بسبب وجود "نقاط خلاف لم تحسم بعد". وكان المبعوث الأممي لليمن قد وصل اليوم إلى العاصمة صنعاء في زيارة يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين في الحكومة والمعارضة لبحث المستجدات على الساحة الوطنية والسبل المثلى لحل الأزمة الراهنة التي تعاني منها البلاد منذ فيفري الماضي. وفي تصريح له أوضح بن عمر أن زيارته تأتي لمتابعة الجهود السياسية لخروج اليمن من الأزمة الراهنة مبرزا أن "هذه الزيارة تأتي في إطار متابعة جهود الأممالمتحدة من أجل التسوية السياسية". وكان المتحدث بإسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن طارق الشامي قد كشف يوم أمس أن حزبه سيسلم للمبعوث الأممي تصورا حول النقاط المختلف عليها مع المعارضة حول المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وبينما تنتظر الأوساط الداخلية والدولية توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية المقررة اليوم في العاصمة السعودية أكد حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) نفيه توقيعها مرجعا ذلك لوجود "نقاط خلاف" لم تحسم. وكانت دول الخليج قد تقدمت في أفريل الماضي بمبادرة لحل الأزمة في اليمن وقعت عليها المعارضة اليمنية فيما رفض الرئيس صالح حينها التوقيع واشترط "توقيعا مشتركا" من قبل المعارضة في دار الرئاسة بصنعاء. وأوضح الأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني إن التوقيع على هذه المبادرة "لن يكون اليوم الخميس كما قالت أحزاب المعارضة" مشيرا إلى أن هناك "نقاط خلاف لاتزال قائمة بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة التي لم يتم حسمها بعد". وأكد أنه سيتم التوقيع مباشرة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية عند الانتهاء من حسم كافة القضايا الخلافية. وأبرز البركاني أن أهم النقاط الخلافية حاليا بشأن الآلية التنفيذية للمبادرة تتمثل في "تحديد موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة وتشكيل الحكومة الانتقالية بالإضافة إلى ما تسميها المعارضة بالقضية الجنوبية حيث يريدون إدراجها ضمن المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة". وكانت المتحدثة الرسمية باسم المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن حورية مشهور قد أعلنت من قبل أن العاصمة السعودية الرياض ستشهد اليوم الخميس التوقيع على المبادرة الخليجية. وتابعت مشهور أن وفد المجلس الوطني الذي شكلته أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية في اليمن) جاهز للذهاب الخميس إلى الرياض للتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وأوضحت أن التوقيع سيكون في البداية على المبادرة الخليجية من قبل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ثم بعد ذلك سيتم التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة بحضور أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وموفد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر. و يذكر أن زيارة المبعوث الاممي لليمن تأتي بعد ثلاثة أسابيع من قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) بشأن اليمن و الذي ينص على تنحية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة. ويشدد قرار مجلس الأمن على ضرورة التوقيع على المبادرة الخليجية "في أقرب وقت ممكن" لدخول اليمن في عملية تقود نحو انتقال سلمي للسلطة. وفي خضم ذلك تتواصل في اليمن المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومسلحين قبليين مناوئين له إذ كانت منطقة أرحب شمال شرق صنعاء مسرحا يوم أمس الأربعاء إلى مواجهات "اندلعت بعد يومين من الهدوء الحذر بمناسبة عيد الأضحى إثر قيام قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس أحمد علي صالح بقصف العديد من القرى في أرحب ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحي". وأشار إلى أن "القصف العنيف الذي طال قرى أرحب دفع المسلحين القبليين المواليين لمحتجين يطالبون صالح بالتنحي إلى التصدي لمحاولة الحرس التوسع في القرى المحيطة بمعسكر جبل الصمع المطل على مطار صنعاء الدولي". وقال الوجيه القبلي إن "المسلحين تمكنوا إثر المواجهات العنيفة مع القوات الحكومية من الإستيلاء على عدد من العربات العسكرية وتدمير عدد آخر وأسر عدد من الجنود قوات الحرس التي استخدمت المدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا في قصف قرى أرحب". من جهة أخرى أفادت تقارير إخبارية أن جنديين لقيا مصرعهما وأصيب اثنان آخران برصاص مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة" بمدينة المكلا جنوب اليمن.