الدوحة - تهدف القمة الاولى لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنتظرة غدا الثلاثاء بالدوحة إلى تكريس دور هذا الفضاء ليكون أداة قادرة على تنظيم السوق العالمي للغاز وضمان التموين بالطاقة والمساهمة في حماية البيئة من خلال الترويج لإستعمال الغاز كطاقة نظيفة وآمنة. ويشارك في هذا اللقاء رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في المنتدى من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي حل بالعاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم الاثنين على راس وفد هام وكان في استقباله أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. و تشكل القمة مناسبة للتذكير بالمبادئ المتعلقة بملاءمة عقود الغاز على المدى الطويل والحاجة إلى تكريس سعر حقيقي له يأخذ بعين الإعتبار آثاره الايجابية على البيئة و فعاليته الطاقوية اعتمادا على ربط سعر الغاز بسعر البترول و الدعوة إلى ترقية التعاون بين البلدان الأعضاء في المنتدى و تكريس الحوار بين البلدان المنتجة والمستهلكة للغاز. و كان الاجتماع الوزاري المنعقد امس الاحد بالدوحة قد وافق على مقترح جزائري يقضي بانشاء معهد للبحث في مجال الغاز الطبيعي يكون مقره بالجزائر. وقال وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي الذي شارك في اشغال المجلس الوزاري ان الجزائر ستقدم للمنتدى "مشروعا كاملا" حول المعهد مبرزا بالمناسبة ان وظيفة المعهد تتمثل في توفير معلومات أكثر للبلدان الاعضاء بغية الاطلاع على الصناعة الغازية والبحث عن كيفية الاستفادة منها. من جهة أخرى اشار الوزير إلى ان "الأولوية" بالنسبة للجزائر تكمن في رفع احتياطاتها بخصوص كل الموارد الطاقوية حفاظا على سيادتها في تغطية احتياجات الطاقة داخليا و كذلك المحافظة على مكانتها باعتبارها من أوائل مصدري الغاز الطبيعي في العالم. و في هذا الإطار ابرز يوسفي ان رفع احتياطات الجزائر من الطاقة يتم عبر عمليات "الاستكشاف والتنقيب" مشيرا إلى انه لديها "مخزون طاقوي معتبر" ينبغي استكشافه ليصبح احتياطيا. و للاشارة يعد المنتدى الذي تاسس سنة 2001 — منظمة حكومية تضم أهم البلدان المصدرة للغاز و هي الجزائر و روسيا و إيران و قطر و غينيا الإستوائية و نيجيريا و ترينيداد و توباغو و ليبيا و مصر و بوليفيا و فينيزويلا بالاضافة إلى سلطنة عمان آخر المنضمين للمنتدى بمناسبة الاجتماع الوزاري لبلدان المنتدى المنعد امس الاحد. كما يضم دولا ملاحظة و يتعلق الأمر بالنرويج و هولندا و كازاخستان ويملك المنتدى حوالي 66 بالمائة من إحتياطات الغاز الطبيعي مع ضمان 42 بالمائة من الإنتاج و 63 بالمائة من صادرات هذا المصدر الطاقوي. وقد تم التطرق إلى فكرة عقد القمة الأولى لرؤساء دول و حكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي تعد الأولى من نوعها خلال الإجتماع الوزاري ال10 للمنتدى المنظم في أفريل 2010 بمدينة وهران (الجزائر) و تم بعد ذلك المصادقة عليها في ختام الدورة الوزارية ال11 المنعقدة في 2 ديسمبر 2010 بمدينة الدوحة. و للاشارة يتمتع الغاز الطبيعي بمزايا عديدة تجعله مصدر الطاقة الأكثر نموا في السنوات الأخيرة والأكثر أمانا في الأسواق فهو وقود صديق للبيئة يساهم في التقليل من الانبعاثات الغازية ويساعد على مكافحة ظاهرة تغيير المناخ. كما يشكل الغاز الطبيعي الوقود الأفضل والأكثر جدوى في صناعة توليد الكهرباء حيث يضمن المرونة القصوى من خلال سرعة التشغيل وسهولة التخزين وغيرها من المزايا الاقتصادية والتشغيلية الأخرى.