الجزائر - طالبت المعارضة السياسية بالكونغو الديمقراطية الغاء الانتخابات الرئاسية و البرلمانية بسبب "التجاوزات المسجلة" فيما وصفت اللجنة المنظمة للانتخابات سير العملية ب"الجيد" رغم تسجيل اعمال و احداث عنف رافضة بذلك الغاء نتائج الاقتراع. و ندد ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية في بيان مشترك اصدروه امس الاثنين بسير الانتخابات الرئاسية و البرلمانية مطالبين بعدم اعتماد النتائج و الاعتراف بها. و يتعلق الامر بالمعارض الذي يشغل منصب رئيس مجلس الامة ليون كانغو و انتيباس مبوسا نيامويسي و كذا ادم بومبول انتول الذين طالبوا ب"الغاء الانتخابات بسبب التجاوزات" سيما منها منعهم من اجراء التجمعات الشعبية اثناء الحملة الانتخابية و كذا بعض التجاوزات الأخرى قصد تزوير الانتخابات لفائدة المرشح جوزيف كابيلا الرئيس المنتهية ولايته. و شكل تنظيم الانتخابات فى الموعد المقرر موضع جدال منذ عدة أسابيع بسبب مخاوف من وجود اضطرابات حيث طلبت اللجنة المستقلة بتنظيم الانتخابات عشية انتهاء الحملة تأجيل العملية إلى موعد لاحق حتى يتم استتباب الامن لتدعو منظمة الأممالمتحدة في نفس اليوم إلى "ضرورة احترام الموعد الانتخابي". و في هذا الخصوص دعا الامين العام للامم المتحدة بان كى مون القادة السياسيين والشعب فى الكونغو الديمقراطية إلى ضبط النفس عشية انطلاق الانتخابات العامة فى اعقاب أعمال العنف. و قال الامين العام الاممي "ادعوكم إلى الالتزام ببنود الدستور والقانون الانتخابى وتشجيع النقاش الديموقراطى واحترام حكم الصناديق" مضيفا "اود ان اؤكد ان حكومة الكونغو الديموقراطية تتحمل مسؤولية ضمان جو امن للانتخابات". و على المستوى الاقليمي ارسلت مفوضية الاتحاد الافريقي بعثة لمراقبة الانتخابات الرئاسية و التشريعية تضم ممثلين دائمين من الدول الاعضاء بالاتحاد الافريقي و اعضاء من "برلمان عموم إفريقيا" وممثلين من المجتمع المدني الافريقي وخبراء في مجال حقوق الانسان. و كانت المفوضية قد كلفت في وقت سابق "لجنة الحكماء" بالقيام بزيارتين إلى الكونغو الديمقراطية في إطار التحضيرات لهذه الانتخابات وتيسير إجرائها وبحث سبل التغلب على مختلف التحديات سيما منها دعم الاتحاد كل جهود تعزيز الديمقراطية و حكم القانون في القارة من خلال انتخابات حرة ونزيهة وسلمية. من جهتها اعربت الولاياتالمتحدة عن ادانتها موجة العنف التى رافقت الانتخابات الرئاسية فى الكونغو الديمقراطية معربة من جهة أخرى عن قلقها من "حصول مخالفات". و ستكون نتائج الانتخابات التى يواجه فيها الرئيس المنتهية ولايته كابيلا 10 من المنافسين في غياب حركة تحرر الكونغو بعد انسحاب رئيسها جون بيار بومبا و يتنافس فيها أكثر من 18500 مرشح على 500 مقعد فى البرلمان "اختبارا" اخرا لمدى التقدم الذى أحرزته البلاد فى عملية الاستقرار بعد سوء ادارة استمرت عشرات السنين وحربين خلال السنوات الخمسة عشر الماضية و راح ضحيتها الالاف من المواطنين. ورافقت الانتخابات الرئاسية و التشريعية بجمهورية الكونغوالديمقراطية التي انطلقت الاثنين الماضي و شرع في فرز الاصوات يوم أمس الاثنين احداث عنف جعلت المجتمع الدولي يتسائل عن مصير و مستقبل العملية السياسية في هذه الدولة الافريقة الفقيرة التي انهكتها الحروب و الصراعات على مر عدة سنوات من الزمن. و تزامنت عملية فرز الاصوات المعبر عنهم من اجمالي 30 مليون ناخب مسجل في هذه الانتخابات الثانية في تاريخ البلاد لانتخاب رئيسا جديدا للبلاد من بين 11 مرشحا منهم الرئيس الحالي جوزيف كابيلا مع موافقة مجلس الامن الدولى بالاجماع على قرار تمديد فرض الحظر الاسلحة على جمهورية الكونغو الديمقراطية ال غاية 30 نوفمبر 2012 . و بعد تأجيل الانتخابات أكثر من مرة اتجهت المرحلة التى تسبق الانتخابات العامة إلى العنف فى العاصمة كينشاسا فى مطلع الاسبوع. وألغيت الحملات الحاشدة النهائية نتيجة اشتباكات بين أنصار مرشحين متنافسين وفتحت قوات الامن النار على حشود و منعت المنافس الرئيسى على منصب الرئاسة إيتيني تشيسكيدى من شن حملته الانتخابية. و تتكرر مشاهد العنف مع اقتراب كل موعد انتخابي حيث كان لطالما يدخل مؤيدو جوزيف كابيلا الذي يرأس البلاد لعهدتين متتاليتين منذ عام 2001 اثر اغتيال والده و كذا الموالين للمعارضة في اشتباكات اثناء حملات انتخابية سابقة في العاصمة و في مدينة لابومباشى ثاني كبريات مدن الكونغو الديمقراطية. و عشية انطلاق العملية الانتخابية شهدت كينشاسا اعمال و احداث عنف على خلفية مقتل عدة اثر أعمال عنف سياسي ما جعل الشرطة تواجهها باستخدام القوة و قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المتظاهرين و قررت حضر المسيرات فيما قابلها مؤيدو المعارضة المنادية لتلك المسيرة بالحجارة. كما ذكرت تقارير إعلامية أن العديد من الناخبين واجهوا صعوبات في الادلاء باصواتهم بسبب مشاكل تتعلق بالتنظيم عكرت صفو العملية الإنتخابية. و أعلن مراقبون تابعين للامم المتحدة ان مراكز اقتراع أحرقت بينما سرقت بطاقات انتخاب ووضعت أخرى مسبقا في الصناديق فى مدينة "كانانغا" قبل بدء الانتخابات الرئاسية والتشريعية اليوم الاثنين. وقال نائب مرشح في مدينة كانانغا وسط البلاد وهي معقل المعارض الرئيسى ايتيان تشيسيكيدي أن "حوالي 15" مركز اقتراع أحرقت. وذكرت التقارير أن الحوادث بدأت عندما تأخرت مراكز التصويت في فتح أبوابها نظرا لنقص بطاقات التصويت والصناديق أيضا بينما صرح مصدر فى الاممالمتحدة أنه تم اكتشاف صناديق ممتلئة بالبطاقات. و يرتقب الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية يوم السادس ديسمبر فيما سيم الكشف عن نتائجها النهائية في ال20 من الشهر ذاته في المقابل سيعلن على النتائج الأولية للانتخابات التشريعية يوم 13 من شهر ديسمبر الداخل حسبما أفادت به اللجنة الانتخابية.