الجزائر - أكدت نخبة من الإطارات النسوية في مختلف الميادين يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة نجاح المرأة الجزائرية في خوض غمار جميع مناحي الحياة و ثمنن في ذات الوقت قرار رئيس الجمهورية القاضي بترقية الحقوق السياسية للمرأة. كما أكدن خلال ندوة بمركز يومية الشعب للدراسات الاستراتيجية حول مساهمة المرأة في ترقية الحياة السياسية والاقتصادية في ظل خمسينية الاستقلال أن المرأة نجحت في عدة مجالات كانت مخصصة سابقا فقط للرجال كمجال البناء وتسيير مختلف المؤسسات الإقتصادية. و في هذا الإطار قالت السيدة خديجة بلهادي رئيسة الجمعية الجزائرية لسيدات الأعمال أن عددا كبيرا من النساء يتوجهن حاليا لخوض مجال البناء و تسيير المؤسسات الاقتصادية مؤكدة أن كلهن ينجحن في أعمالهن. و أضافت ان صاحبات هذه المؤسسات الاقتصادية استطعن بفضل مثابرتهن على العمل تسديد قروض البنوك في الظرف الزمني المحدد لهن. و في المجال السياسي تقول ماليا بوزيد وهي محامية وناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل أن واقع المرأة الجزائرية في المجال السياسي قد تغير "جذريا" نحو الترقية و التطور —كما تقول— بفضل قرار الرئيس بوتفليقة الرامي لترقية الحقوق السياسية للمرأة. و في هذا المجال دعت إلى التخلي عن سياسة التشريع أو التقرير من أجل المرأة مثمنة الانجازات التي حققتها المرأة ولاسيما في سلك القضاء الذي يضم—كما تقول —نسبة 65 مائة من النساء القاضيات —حسب احصائيات وزارة العدل— واصفة هذه النسبة ب"المشرفة". كما فرضت المرأة نفسها—تؤكد بوزيد— كمحضرة قضائية و محامية بكل جدارة متأسفة في ذات الوقت على التمثيل النسوي "القليل" على مستوى منظمات المحامين مشيرة أنه من سنة 1962 إلى غاية اليوم لم تحتل المرأة منصب "النقيب". و نوهت الحقوقية بالدور الفعال الذي أصبحت تلعبه المرأة الجزائرية في المنظمات الدولية حيث أضحت تنخرط ضمنها بعدد متزايد ولاسيما في مجال حقوق الانسان. و دعت المحامية المرأة الجزائرية الى التحلي بالوعي الكبير في اختياراتها خلال الانتخابات التشريعية المقبلة التي وصفتها ب"المصييرية" محذرة إياها من بعض التيارات التي تستهدفها قائلة أن هناك "سياسة تحاك ضد المرأة من قبل بعض المجموعات". أما في مجال الرياضة فنوهت المستشارة بوزارة الشباب والرياضة سامية بن مغسولة بالدور "البارز" و "الرائد" الذي لعبته المرأة الجزائرية في هذا المجال مشيرة الى ان أول ميدالية ذهبية نالتها الجزائر في أكبر منافسة عالمية (الألعاب الأولمبية) كانت من نصيب امراة نالتها المتحدثة. أما المجاهدتان بقدور زليخة و أوزقان فاطمة فقد ذكرتا بالأفعال البطولية التي قامت بها المرأة الجزائرية خلال حرب التحرير المظفرة. ونوهت المجاهدتان بشجاعة الأم الجزائرية التي لم تتوان في ترك فتياتها اللواتي لم يكن يتجاوزن العشرين من العمر خوض غمار الحرب التحريرية و الصعود إلى الجبال لمقاومة الاستعمار.