دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الخميس إلى ضرورة الإسراع في توثيق شهادات المجاهدين من أجل كتابة تاريخ الثورة والحركة الوطنية إنطلاقا من "رؤية رصينة ومعايير موضوعية". وأكد الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها للامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين عشية مؤتمرها الحادي عشر أنه "كلما رحل مجاهد أيا كانت رتبته وموقعه في هرم الثورة إلا وتدفن معه حقيقة تاريخية وتذهب معلومة ثمينة هدرا ما لم تسجل وتوثق". وأضاف أنه و ب"النظر إلى مرور الزمن ورحيل الرجال والنساء العارفين بخبايا الأحداث ومجرياتها فإننا قد غدونا أمام حالة ملحة لا مجال فيها لأي تهاون أو تأخير". واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: "فليسارع الإخوة والأخوات إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وهم الأدرى من غيرهم بأن البناء الذي يتم بلا تاريخ يكون بناء لا دعامة ولا أساس له" معتبرا أن أي أمة ينقص فيها الوعي التاريخي "هي أمة بلا مناعة وأمة ناقصة القدرة على الخلق والإبداع والإندماج في التطور". وشدد رئيس الجمهورية في نفس السياق على أهمية كتابة تاريخ الثورة وتاريخ الحركة الوطنية "إنطلاقا من رؤية رصينة ومعايير موضوعية تهدف إلى سبكه وصياغته بما يفضي إلى ما يطمح إليه كل الجزائريين والجزائريات تاريخ تتصالح فيه الذات مع موضوعها بلا انتقاء ولا إقصاء ولا إخفاء ولا تدليس للحقائق". وأكد في هذا الصدد أن التاريخ "فضلا عن كونه ضرورة حيوية وحق للأجيال القدمة هو أيضا ساحة من ساحات إثبات الوجود ومرتكز لا محيص عنه في ميادين المغالبة وساحات العراك".