أوضح أكاديميون مشاركون في المؤتمر حول "مستقبل العلوم الاجتماعية في الوطن العربي" اليوم الثلاثاء بوهران أن السوسيولوجيين العرب ساهموا في مواجهة الفكر الغربي المبرر للإستعمار. وعبر هؤلاء المشاركون في تصريحات ل/وأج عن تثمينهم لاسهامات علماء الإجتماع العرب والأكاديميين الممارسين في هذا الإختصاص في مجابهة الفكر "الذي حاول في السابق ولا يزال يحاول تبرير الفعل الاستعماري". وفي هذا الصدد يرى الأستاذ مختار الهراس من جامعة الرباط (المغرب) أن الأكاديميين في علم الاجتماع بالوطن العربي "إهتموا بدراسة المرجعيات والوثائق الغربية" التي تم بلورتها خلال الحملات الاستعمارية بالمنطقة حتى يتم بحثها وفهمها والكشف فيها عن مقومات الفكر الذي قدم تبريرات للإستعمار وللهيمنة والإستغلال. وذكر أن عمل السوسيولوجيين العرب في هذه القضية حتى وان لم يكن كافيا إلا أنه "كان يقضا ومحترفا" من خلال التعامل مع التراث الفكري الذي "كتبه الغرب حولنا وحول مجتمعاتنا من الجوانب اللغوية والروابط العائلية وعن العديد من خصوصياتنا خلال الحقبات الاستعمارية". وبالنسبة للأستاذ حسن رمعون من جامعة وهران فان "وعي "الأكاديميين العرب في مجال علم الاجتماع إزاء الفكر الغربي المبرر للإستعمار "سمح بتأسيس مرجعيات علمية صحيحة" في الأوطان العربية موضحا أن هذه القضية هي مهمة مستمرة وطبيعية لعلماء الإجتماع العرب. و ترى رئيسة مجلس تنمية البحوث في العلوم الاجتماعية بافريقيا "كوداسريا" فاطمة حراق أنه "من الضروري" أن يكون العمل السوسيولوجي العربي الذي يواجه الفكر "المنحرف" الذي برر الإستعمار "متواصلا" خاصة وأن ذلك "مرتبط بمستقبل الفكر العربي وانتاجه المعرفي والواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي". ويشهد هذا المؤتمر الذي يدوم ثلاثة أيام نقاشات وتقديم مداخلات حول "تقييم واقع العلوم الاجتماعية" من جانبي "التكوين والإنتاج المعرفي" المواكب للتحولات الاجتماعية للعالم العربي. وينظم اللقاء الذي يعرف مشاركة خبراء وأكاديمين من 13 بلدا عربيا ومن طرف المركز الوطني للبحوث في الأنثربولوجيا الإجتماعية والثقافية لوهران بالتعاون مع الجمعية العربية لعلم الإجتماع ومركز دراسات الوحدة العربية بلبنان.