تواصلت ردود الفعل الإقليمية والدولية المنددة والمستنكرة للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس امادو توماني توري وسط دعوات إلى الهدوء والعودة إلى سبل الديمقراطية و خيار الشعب تفاديا لجر البلاد إلى مستنقع العنف و التوتر الأمني. و أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ عن "بالغ" القلق إزاء الأعمال"غير المسؤولية" التي ترتكبها بعض العناصر في الجيش في مالي مؤكدا "إدانة" الاتحاد الإفريقي لأي محاولة للاستيلاء على السلطة ب"القوة"مشددا على "أهمية"احترام "الشرعية الدستورية الممثلة في المؤسسات الجمهورية ومن بينها الرئيس أمادو توماني توري". وقال بينغ انه يواصل "عن كثب "تطور الوضع هناك وانه على اتصال متواصل مع بعض المسؤولين في مالي ومع رئيس الاتحاد الافريقي والتجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا (الايكواس) والإطراف الدولية الأخرى المعنية. و من جهته ادان الرئيس النيجيري جودلك جوناثان اليوم استيلاء العسكريين في مالي على السلطة في البلاد بالقوة مؤكدا أن بلاده "لن تعترف" بحكومة"غير دستورية". و أكد الرئيس جوناثان في بيان أصدره مستشاره الإعلامي روبرت اباتي ان بلاده" لن تعترف بحكومة غير دستورية" معربا "عن استيائه من محاولات زعزعة استقرار البلاد". وطالب رئيس نيجيريا في بيانه "بإعادة حكومة رئيس مالي أمادو توماني توري لمواصلة العملية الديمقراطية في البلاد" واصفا محاولة الانقلاب بأنها "صفعة للديمقراطية الناشئة في مالي". و أعربت تونس عن قلقها لما آلت إليه الأوضاع في مالي آملة في ان يعود الأمن و الاستقرار إلى هذا البلد و ذلك في أعقاب الإعلان عن الانقلاب العسكري الذي اذاه بالرئيس امادو توماني توري. وقالت الخارجية التونسية في بان لها ان تونس" بصدد المتابعة الحينية لتطورات الأحداث التي تشهدها مالي و تأمل في عودة الأمن و الاستقرار إلى ربوع مالي في اقرب الآجال الممكنة طبقا للشرعية". الإدانة الواسعة التي أثارها الانقلاب العسكري في مالي تعدت حدود افريقيا لتصل إلى القارة الأوروبية حيث أكدت روسيا على لسان ميخائيل مارغيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى افريقيا ان ما حدث في مالي هو "انقلاب عسكري كلاسيكي لا علاقة له بالثورات السياسية"محذرا من خطورة الوضع في المنطقة برمتها. و أضاف "نحن نتابع تطورات الوضع عن كثب في هذا البلد و لكن كل التوجهات التي تجتاح القارة الافريقية تهدف إلى تغيير النخبة السياسية و الأنظمة بالقوة" و هي عملية لا من إعادة التفكير فيها". وادانت الولاياتالمتحدة بشدة " الانقلاب العسكري في مالي وطالبت ب"العودة الفورية للنظام الدستوري" في البلاد. وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الولاياتالمتحدة "تدين بشدة أعمال العنف بمبادرة عناصر من القوات المسلحة في مالي. وندعو إلى العودة الفورية للنظام الدستوري في مالي بما فيه السيطرة الفعلية والكاملة للسلطة المدنية على القوات المسلحة واحترام المؤسسات والأعراف الديمقراطية للبلاد". ومن بروكسل ادانت المنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون اليوم الخميس عملية الانقلاب وتعطيل المؤسسات الدستورية في مالي. ودعت اشتون في بيان لها إلى "اعادة اقامة النظام الدستوري واجراء انتخابات ديمقراطية في أسرع وقت ممكن" مجددة التأكيد على التزام الاتحاد الاوروبي ازاء المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون وتبعية الجيش للسلطة المدنية. و بدورها استنكرت المانيا الانقلاب العسكري ووصفته بانه"غير دستوري"داعية جميع الاطراف إلى الامتناع عن المزيد من العنف و العودة إلى النظام الدستوري. و أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى عن إدانته للانقلاب العسكري ضد رئيس جمهورية مالي أمادو توماني توري و دعا إلى التزام بالنظام الديمقراطى فى البلاد. وأكد أن "مواقف المنظمة المبدئية في مثل هذه الحالات تسعى للتذكير بأهمية الحفاظ على الشرعية الدستورية التي تأتي من صناديق الاقتراع في الدول الأعضاء وحل المشاكل عن طريق الحوار". و في اعقاب تداعيات هذا الانقلاب العسكري في مالي تم اغلاق مطار باماكو اليوم و الغيت جميع الرحلات الجوية "حتى إشعار آخر" وفقا لما اعلنه مصدر بالملاحة الجوية المالية. و كان مصدر عسكري قد أعلن اليوم أن الرئيس أمادو توماني توري "في صحة جيدة وفي مكان آمن "عقب استيلاء عسكريين متمردين على السلطة. و في هذه الاثناء اعلنت الاذاعة الوطنية المالية اليوم ان احد الجنود المنشقين سيلقي "بيانا" من دون ان تحدد توقيته حيث يعتبر اول تصريح اعلامي رسمي للمنشقين منذ اندلاع الاحداث في مالي. و يذكر ان عضاءا من "اللجنة الوطنية للاصلاح والديمقراطية" احتلوا الليلة الماضية المبنى الرئاسي و تعهدوا ب"تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة". و أعلن متحدث باسم العسكريين المتمردين امادو كونارى في خطاب تلفزيوني اليوم عن "حل مؤسسات الدولة و تعليق العمل بالدستور" مؤكدا أن "قائد الجنود المتمردين النقيب أمادو أيا ساناكو سيقوم بشرح الموقف في العاصمة باماكو لاحقا".