دعا رؤساء الاحزاب السياسية اليوم السبت خلال تنشيطهم للتجمعات الشعبية في اطار الحملة الانتخابية لتشريعيات 10 ماي القادم الى ضرورة وضع البلاد فوق كل اعتبار من خلال الحفاظ على مؤسساتها ومكتسبات الشعب. وفي هذا الاطار، أكد رئيس حزب عهد 54 السيد علي فوزي رباعين من ولاية سيدي بلعباس على ضرورة وضع مصلحة البلاد فوق كل إعتبار وعدم وضع الثقة في من لم يضح من أجلها ". وفي هذا السياق، دعا المتحدث المواطنين خلال تجمع شعبي إلى إنتقاء من هو الأصلح لخدمة البلاد مشيرا الى أن مصير كل الجزائريين مشترك بغض النظر عن توجهاتهم السياسية . وطالب السيد رباعين الاحزاب الموجودة في السلطة ب"الرحيل" وعدم "فرض وصايتها على الشعب" قصد فسح المجال لتكريس مبدأ التداول على السلطة معتبرا الإنتخابات النزيهة هي الوسيلة "السلمية" لتحقيق ذلك. ومن جهته حث السيد عبد العزيز بلخادم الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني من ولاية المسيلة على ضرورة المحافظة على مؤسسات الدولة من خلال اشتراط على كل مترشح أن " يقديم برنامج و خبرة وكفاءة و مصداقية ليحاسب في الاخير على ما قدمه و ما لم يقدمه". وأنتقد السيد بلخادم في تجمع شعبي العدد الكبير للقوائم الانتخابية الحرة مشيرا الى أنه من غير الممكن محاسبة مترشحيها في حالة ما تحصلوا على مقاعد في البرلمان بعد نهاية العهدة خاصة و انهم لا ينتمون لاحزاب سياسية مشيرا الى ولاية المسيلة قد سجلت أكبر عدد من حيث القوائم الحرة إضافة إلى 41 قائمة تابعة لأحزاب. ودعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الى ضرورة احترام المواطن و عدم إعطاء وعود "كلامية" لا يمكن تحقيقها كالقضاء -كما قال -على "الفقر و تغيير راتب المعلم براتب الوزير". وفي هذا السياق، أوصى المتحدث مرشحي حزبه بأن يكونوا صادقين في وعودهم و أن يقتصروا على تقديم الوعود التي يمكن تحقيقها . وبدوره، أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى من ولاية معسكر أن "الديمقراطية ملك للشعب وليس للأحزاب وعلى الديمقراطية أن تخدم المواطنين ولا تستعمل كوسيلة لضرب مكتسبات الشعب". وأبرز السيد أويحيى خلال تجمع شعبي أن "الغرب يستعمل الديمقراطية وحقوق الإنسان كسلاح للهيمنة على الدول العربية والإسلامية دون أن يقصد بها خير المجتمعات مثلما تقتضيه المعاني العميقة لهذا المصطلح الرديف للإزدهار والإستقرار". وأضاف في هذا السياق أنه لا ينبغي "الإنسياق وراء الحملات المغرضة للأطراف الخارجية التي تراهن على ربيع عربي بالجزائر يوم 10 ماي رغم أن الجزائر عاشت ربيعها سنة 1962". وأشار نفس المتدخل الى أن حزبه "يعمل على إستقرار الجزائر وهو يؤمن أن الإستقرار تبدأ به الدول وتنتهي إليه" حيث تعمل -يضيف السيد أويحيى- "على التكفل بإنشغالات المواطنين وعلى رأسهم الشباب عبر العديد من الآليات والخدمات". وذهب السيد أويحيى الى دعوة المواطنين إلى التصويت بقوة يوم 10 ماي ومحاربة العزوف الإنتخابي الذي "لن يخدم إلا المراهنين على تخريب البلاد". أما رئيس حزب الفجر الجديد السيد الطاهر بن بعيبش فقد ركز خلال تنشيطه لتجمع شعبي بولاية البويرة على ضرورة احداث التغيير معتبرا التجارب والأطروحات والبدائل التي جربت طيلة مسيرة الجزائر منذ الإستقلال "أخفقت في بناء الدولة القوية التي كان ينتظرها الشعب". وأضاف ذات المتحدث أن "التغيير المنشود هو الذي يتجه نحو الأفضل ولبناء دولة جزائرية حديثة قائمة على قيم تتمثل في" احترام حقوق المواطنين والمساواة أمام العدالة واحترام الدستور". و ذكر السيد بن بعيبش أنه في حالة فوز حزبه بمقاعد برلمانية ستكون لمنتخبيه "مهمة وطنية" ويمكن للمواطنين مراقبتهم ما بعد الإنتخابات وملاحظة مدى انشغالهم بمشاكلهم وخدمة مصالحهم . وذهب قادة أحزاب تكتل الجزائر الخضراء بدورهم من ولاية غليزان الى التأكيد على أن الشعب الجزائري يتطلع إلى "نقلة نوعية ليستعيد عزته وكرامته". وفي هذا الإطار أوضح الأمين العام لحركة النهضة السيد فاتح ربيعي خلال تجمع شعبي أن الشعب يتطلع إلى "وضع حد للحقرة ورفع الظلم وتسوية المشاكل وإلى العدل في توزيع الثروة بمختلف ولايات الوطن". أما رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني فقد أكد في تدخله على "ضرورة إعادة الثقة والعلاقات المتوترة بين الحكومة والشعب وإعادة التلاحم بين الجميع لتكون الجزائر للجميع ويحكمها الجميع". ومن جانبه ركز الأمين العام لحركة الإصلاح السيد حملاوي عكوشي على موضوع الأسرة في برنامج التكتل واعدا بأنه في حالة الوصول إلى الحكم سيتم تفعيل قانون الأسرة وتحيينه بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والقانون وذلك حتى تكون الأسرة مستقرة. أما الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة خنون فقد دعت من ولاية عنابة الى تجند الجميع يوم الاستحقاق القادم لتكريس مع ما وصفته ب"القطيعة مع النظام السائد و وضع أسس بناء جمهورية ثانية". و أضافت السيدة حنون في تجمع شعبي أن هذا التجند سيمكن من تفادي "انزلاق سياسى وحماية سيادة الجزائر من التدخلات الأجنبية". واعتبرت من جهة أخرى أن اقتراع ال10 من ماي "سيكون مغايرا تماما للاستحقاقات التي سبقته كونه -كما قالت- يأتي في ظرف اقتصادي عالمي متأزم بالإضافة إلى أخطار التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبلدان المغرب العربي.