أكد رؤساء الأحزاب السياسية يوم الأحد خلال تنقلاتهم الميدانية عبر مدن وولايات الوطن لشرح برامجهم الانتخابية لتشريعيات 10 ماي القادم على ضرورة التداول على السلطة من اجل استقرار البلاد وإعادة الثقة للشعب وتأسيس الديمقراطية. و دعا قادة الأحزاب في خرجاتهم أيضا إلى إعادة السلطة للشعب باعتباره مصدرها الأساسي والحقيقي وتسليم المشعل لجيل الاستقلال وإعطائهم "فرصة التسيير لإحداث التغيير وبناء جزائر قوية . في هذا السياق رافع من الشلف رئيس التجمع الشعبي الجمهوري السيد عبد القادر مرباح من أجل التداول على السلطة الذي اعتبره عاملا " أساسيا" لتكريس المسار الديمقراطي و ضمان الاستقرار السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي بالبلاد. و أضاف أن كل سياسة تنموية سيكون مصيرها الفشل في غياب التداول على السلطة التي اعتبرها دليلا على الحكم الرشيد مرجعا الوضع الذي آلت إليه البلاد بعد مرور 50 سنة على الاستقلال إلى غياب التداول على السلطة مشيرا إلى أن أحزاب السلطة التي استأثرت بنفسها تسيير شؤون البلاد لا تزال تصر على تسيير البلاد و كأنها" ملكيتها الخاصة" مطالبا هذه الأحزاب بتقديم حصيلة عملها للشعب. ومن ادرار أكد السيد موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية أنه "ينبغي جعل من سلطة الشعب سلطة حقيقية قصد تجسيد ميثاق ودستور الجمهورية الجزائرية و وفاءا لما ورد في مؤتمر الصومام. وأوضح بان تشكيلته السياسية " تنشد التغيير وتسعى إلى إقامة دولة العدالة و المساواة و الإستثمار في الإنسان باعتباره الرأسمال الحقيقي لأي ازدهار". وفي الأغواط أكد رئيس حركة الإنفتاح السيد عمر بوعشة على ضرورة " تمكين جيل الإستقلال من تسيير شؤون البلاد" موضحا أن "حساسية المرحلة" تقتضي تسليم المشعل لجيل الإستقلال وإعطائهم "فرصة التسيير لما يتمتعون به من كفاءات عالية". ويرى بأن البلاد تواجه خطرين هما " الغليان الشعبي والتهديد الخارجي مما يجعل من التشريعيات القادمة "مصيرية" وتتطلب تضافر الجهود لاختيار "الأكفأ والأصلح "من بين المترشحين دعيا إلى "حياد الدولة وتفادي " تحزبها". ومن جهته حذر الأمين العام لاتحاد القوى الديمقراطية و الاجتماعية السيد نور الدين بحبوح اليوم ببجاية من السياسيين " تجار الأحلام" الذين يستغلون حسبه هذا الظرف الانتخابي لتقديم "وعود براقة" ملحا على ضرورة اختيار شبان و نساء من ذوي الكفاءات باعتبار أنهم يمثلون نسبة معتبرة من المجتمع وألح على ضرورة رد الاعتبار للحقل الثقافي لاسيما التراث العريق و تحرير الإبداع الذي يخدم الأصالة الوطنية حيث اعتبر في هذا الشأن أن " ثقافتنا متأثرة حاليا إما بالغرب أو الشرق" مؤكدا على ضرورة استرجاع " هويتنا و أصالتنا." وبتيسمسيلت دعا رئيس جبهة الجزائرالجديدة السيد جمال بن عبد السلام المواطنين للإلتفاف حول مؤسسات الدولة من أجل بناء جزائر قوية مؤكدا بأن حزبه يقترح برنامجا إنتخابيا طموحا يرتكز أساسا على إيجاد حل نهائي لأزمة السكن بالبلاد وتحريك الفلاحة الجبلية التي من شأنها توفير مداخيل معتبرة للخزينة العمومية و استحداث مناصب شغل و كذا إعادة النظر في أجور عمال الشبكة الإجتماعية الذي إعتبره راتبا مهينا لكرامة الجزائريين مشبها إياه بظاهرة "الخماس". وفي الطارف أكد رئيس حزب الحرية والعدالة السيد محمد السعيد بأن تشكيلته السياسية تدعو إلى "تغيير في العمق وسلمي" لصالح جميع المواطنين. وأضاف بأنه "لابد من التفريق ما بين الأحزاب السياسية القديمة التي أخفقت في تسيير شؤون البلاد والتشكيلات السياسية على غرار حزبه الذي يناضل من أجل تغيير حقيقي ووضع حد للفوضى". ومن وهران أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أن مترشحي حزبه لتشريعيات 10 ماي يملكون برامج واعدة لوطنهم و للولايات التي يتنافسون فيها على مقاعد البرلمان على حد سواء. و أضاف بلخادم أن حزبه سيظل مجندا في تطوير البلاد و الدفاع عن مصالحها وحريصا على أمنها و استقرارها "مشيرا إلى أن الوطن يمر بمرحلة حساسة يحاول فيها أعداء الجزائر إرجاعها إلى مطب الفتنة مؤكدا قناعته "بنضج المواطنين و وعيهم و قدرتهم على صد هذه الدسائس و دحضها . وفي غليزان أكد رئيس جبهة التغيير السيد عبد المجيد مناصرة أن "التغيير أصبح حقيقة و حان وقت صنعه" مضيفا بأن الشعب يريد التغيير و هذا لا يتحقق بالقديم و لا يصنعه الفاسدون و لن يأتي وحده أو هدية من السلطة أو من أحزاب السلطة". و قال بالمناسبة لقد "تأجل كثيرا التغيير في الجزائر مرة بحجة الشرعية الثورية و مرة أخرى بإسم الإستمرارية ثم بتوقيف المسار الإنتخابي ثم بالتزوير "مضيفا بان الشعوب الشقيقة "قد صنعت تغييرها أما عبر ثورة أو تحركات شعبية أو إصلاح و نحن اليوم سنصنع تغييرنا بأيدينا" منتقدا الأحزاب التي تقود حملتها الإنتخابية بالتخويف من الإسلام . ومن المدية، صرح الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى يوم الأحد أن مستقبل البلاد "لا يبنى بالشعارات و الوعود و إنما بفضل الجد والعمل". وأشار السيد أويحيى خلال تنشيطه لتجمع شعبي إلى التمييز بين نشاط الدولة كمؤسسة و دور التشكيلات السياسية في مجهود تشييد البلاد مضيفا بان تشكيلته تقترح رفع قيمة المساعدة من أجل البناء الذاتي إلى مليون دج عوض 700.000 دج و تقديم مساعدات مالية معتبرة للراغبين في الاستفادة من السكن الريفي إلى جانب تسهيل شروط الحصول على مسكن لفائدة الشباب و كذا تخصيص منحة إيجار السكن لصالح العائلات التي تعيش وسط ظروف اجتماعية صعبة. وفي ورقلة دعا الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري السيد بالقاسم ساحلي إلى مراجعة سياسة التهيئة الإقليمية من اجل إرساء تنمية متوازنة داعيا من جهة أخرى إلى إرساء دولة الحق على أساس العدالة الاجتماعية وخاصة من خلال المشاركة الواسعة للشباب والمرأة في ظل " دولة عصرية جمهورية مؤسسة على مجتمع مدني قوي". أما رئيس حركة المواطنين الأحرار السيد مصطفى بودينة فقد دعا الشباب الجزائري إلى الاستلهام من تضحيات جيل الثورة التحريرية خلال الانتخابات التشريعية المقبلة لتكريس "حب الوطن " في قلوب كل الأجيال المتعاقبة. مذكرا الحضور بالرسالة المؤثرة التي تركها الشهيد أحمد زبانة حينما كان يقاد إلى المقصلة وهو في ال19 سنة من العمر "أن بلغوا سلامي إلى أمي وقولوا لشبان الجزائر المستقلة يحبوا البلاد أكثر مما أحببناها نحن نموت من أجل الجزائر وأنتم عيشوا من أجلها". وبدوره، وصف رئيس جبهة الجزائرالجديدة السيد جمال بن عبد السلام يوم الأحد بالشلف " استغلال الجهوية والقبلية لأغراض سياسية بغير المقبولة " وقال أن مثل هذا " التصرف " ليس من شأنه تكريس الديمقراطية أو ضمان إحداث التغيير بل يساهم كما قال في " زرع بذور التفرقة والفتنة في المجتمع". ومن عين تموشنت أكد الأمين العام لحزب النور الجزائري السيد بلباز بدر الدين يوم الأحد بعين تموشنت بأن الشبيبة تشكل "طاقة متجددة " تفوق إمكانياتها بكثير إمكانيات المحروقات. وقال بأن هذه الشريحة الهامة للمجتمع يمكن "أن تحقق المعجزات لو عرفنا كيف نوظفها".