ما زال إعلان رئيس الحركة الديمقراطية (وسط) فرنسوا بايرو التصويت لهولاند في الدور الثاني من الرئاسيات الفرنسية يثير اليوم الجمعة ردود فعل الطبقة السياسية التي تطرقت في تحليلها لهذا الموقف إلى نهاية التحالف بين الوسط و اليمين الشيء الذي يعزل أكثر فأكثر الرئيس المترشح نيكولا ساركوزي. و فاجأ مسؤول الحركة الديمقراطية الجميع لما أكد دون أن يعطي تعليمات للتصويت لناخبيه (1ر9 بالمائة في الدور الأول) انه سيصوت لصالح المترشح الاشتراكي بعد "التفكير مليا" حيث قال "لقد درست منذ أسبوعين تطور الدور الثاني للانتخابات الرئاسية". و رأى رئيس الحركة الديمقراطية على حد تعبيره نيكولا ساركوزي "يخوض سباقا وراء اليمين المتطرف" مع "هاجس الهجرة" و "هاجس الحدود" قائلا "لا أريد أن أصوت ورقة بيضاء سيكون ذلك ارتيابا". "يبقى التصويت لصالح فرانسوا هولاند. و هو الخيار الذي انتهيت إليه". و قد أثار هذا الإعلان الذي جاء يومين قبل الاقتراع الحاسم بالنسبة لمستقبل فرنسا حفيظة الاتحاد من أجل الحركة الشعبية و البهجة لدى اليسار. و اعتبر الرئيس المغادر نيكولا ساركوزي الذي يوجد في وضعية غير مريحة كونه لم يستطع تحقيق أي ائتلاف بين الدورين أن اختيار زعيم الوسط "يتناقض" مع برنامج الحركة من أجل الديمقراطية حيث قال "هذا منطقه و يصعب علينا أن نجد فيه نوعا من الانسجام" معتبرا إعلان بايرو "مفاجأة سيئة". و اعتبر الأمين العام للاتحاد من أجل الحركة الشعبية جون فرانسوا كوبي أن اختيار بايرو "رأي رجل وحده". "إنه خياره و ليس خيارنا" معربا عن "أسفه الشديد" لهذا القرار مؤكدا انه لا يفهم "أبدا دوافعه". و ذهبت نائب مقاطعة الايفلين كريستين بوتان (الاتحاد من أجل الحركة الشعبية) إلى ابعد من ذلك من خلال وصفها لهذا الموقف ب"الخيانة في ساحة عمومية". و حيا المترشح الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تؤهله للفوز عمليات سبر الآراء و انضمام جبهة اليسار إليه و الخضر و الآن زعيم الحركة الديمقراطية اتخاذ بايرو لهذا الموقف الذي هو كما قال خيار "مستقل" لم يتم "أي تفاوض بشأنه". و قال "أعتقد انه أدرك أن المترشح المغادر يقسم و انأ اجمع و أن البلد يواجه خطرا لو أعيد انتخابه لعهدة خمس سنوات". و أضاف يقول أن "ذلك لا يعني انه انضم إلي. و أنا احترم استقلاله و حريته و لا اعتبر هذا التصويت كانضمام أبدا. بل بالعكس هو تصويت مستقل و لا تستخلصوا العبر السهلة". و حيت المترشحة لرئاسيات 2007 سيغولان روايال "روح المسؤولية" التي تحلى بها زعيم الحركة الديمقراطية حيث "اعتبر انه يجب أن تتغلب القيم الإنسانية على القيم المالية و أن هذه الإنسانية الوسطية لم تعد تتماشى مع الساركوزيسم". و ترى النائب الاشتراكية ميشال ديستوت أن اختيار بايرو "يستبعد كل موقف تاكتيكي أو سياسوي". "لقد اختار بتصويته التمسك العميق بالقيم الإنسانية و التطور و الطموح الأوروبي و القيم التي يتقاسمها مواطنينا الذين اعتقد أنهم سيعبرون عنه مثله بالتصويت لصالح فرانسوا هولاند". و حتى و أن لم يعط تعليمات للتصويت انضم إلى رئيس الحركة الديمقراطية العديد من إطارات حزبه. و في منبر صدر في جريدة ليبراسيون أكد جون لوك بنامياس نائب رئيس الحزب و إطارات آخرين مثل فرنسوا غزافيي و بيريتي و كريستوف مادرول و سوفي غوي دعمهم لفرانسوا هولاند "انسجاما مع المعارضة الراديكالية" التي تظهرها الحركة من أجل الديمقراطية منذ خمس سنوات إزاء نيكولا ساركوزي. و من جهتها وضعت صحيفة لوموند على الشبكة الالكترونية منبرا يضم 40 إطارا يدعون إلى التصويت لصالح هولاند. و يمكننا أن نقرأ في هذا المنبر "يوم 6 ماي سوف نصوت على فرنسوا هولاند و ندعو كل الوسطيين و أصحاب اليسار الاجتماعي و الديمقراطيين و الإنسانيين إلى إعطائه صوتهم بكثافة حتى يتسنى له مواجهة مشاكل بلدنا مدعم بأغلبية واسعة و قوة شرعية".