وصف السفير السابق صالح بن قبي يوم الأربعاء بالجزائر الراحل محمد الصديق بن يحي ب"المناضل الوفي للجزائر" و ب"المفاوض البارز" من أجل إستقلال الوطن. و أوضح بن قبي خلال تنشيطه لمحاضرة حول شخصية المرحوم الصديق بن يحي وزير الخارجية الأسبق أن الفقيد "من المناضلين الاوفياء للجزائر الذين ساهموا بقسط وافر في كل المفاوضات" مع المستعمر الفرنسي من أجل إستقلال الجزائر. و ذكر أن الراحل كان من الطلبة الاوائل الذين إلتحقوا بالحركة الوطنية ثم بعدها بالثورة التحريرية المظفرة مضيفا أنه كان عضوا نشيطا في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين و من بين الوفد الجزائري في أول مؤتمر أفريقي-اسيوي في باندونغ بإندونيسيا عام 1955 الذي أيد كفاح الشعب الجزائري من أجل الإستقلال. و ذكر بن قبي أن المرحوم تقلد بعد إستقلال الوطن مهام و مسؤوليات سامية في الدولة أخرها وزير للشؤون الخارجية مشيرا إلى أن الفقيد عندما كان على رأس قطاع الثقافة والإعلام نظم بصفة محكمة و جيدة المهرجان الثقافي الإفريقي الأول عام 1969. و شدد على أن هذه التظاهرة الثقافية "سمحت" بمصالحة إفريقيا السوداء مع العالم العربي بعد الحساسية التي خلقتها القوى الإستعمارية بين الجانبين". و أضاف أن المحاضرات و الملتقيات التي نظمت خلال هذا المهرجان سمحت بتقارب الأطروحات بين الجانبين مبرزا أن هذا التقارب "إستفادت منه القضية الفلسطينية بعد أن أصبحت و لأول مرة إفريقيا كلها تساند القضايا العربية و في مقدمتها القضية الفلسطينية". توفي محمد الصديق بن يحي الذي كان يشغل آنذاك منصب وزير الشؤون الخارجية في 3 ماي 1982 في انفجار الطائرة التي كانت تقله و ثلاثة عشر إطارا من الوزارة وهو يتجه نحو إيران للقيام بوساطة في النزاع الحدودي بين طهران و بغداد. و كان الراحل قد نجا مرة اولي في حادث طائرة في 30 ماي 1981 في باماكو (مالي). و كان الفقيد بن يحي مشهود له بحنكته السياسية ودبلوماسيته الدقيقة وفعاليته في العمل. و عند توليه لحقيبة وزارة الشؤون