أعلنت وزارة الداخلية السورية يوم الخميس أن حصيلة الانفجارين "الإرهابيين" اللذين وقعا في العاصمة السورية دمشق بلغت 55 قتيلا و أكثر من 372 مصابا. وكان التلفزيون السوري قد أعلن في وقت سابق عن مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة أكثر من 170 آخرين في الانفجارين الارهابيين اللذين وقعا في منطقة القزاز على المتحلق الجنوبيبدمشق. وأظهرت لقطات التلفزيون عشرات العربات المحترقة والمتفحمة وبعضها به أشلاء بشرية. ويأتي هذان التفجيران في ظل وجود 70 مراقبا دوليا قاموا بزيارات لعدة مدن لمراقبة وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 12 أبريل الماضي بموجب خطة المبعوث الاممي والعربي كوفي عنان. واعتبر المراقبون الدوليون المتواجدين بسوريا الانفجارين من أقوى واضخم الانفجارات التي شهدتها العاصمة السورية من خلال الدمار وسقوط العشرات من القتلى والجرحى. وقال مصدر سوري أن الانفجارين أحدثا حفرة كبيرة فى الارض وتسببا فى اضرار بالغة بالعديد من المبانى المحيطة بمكان التفجيرين موضحا أن عناصر الامن يقومون الان برفع الادلة للكشف عن ملابسات التفجيرين . وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "انفجارين إرهابيين وقعا صباح اليوم قرب مفرق القزاز على المتحلق الجنوبيبدمشق في منطقة تكتظ بالسكان والمارة". وأشارت الوكالة الى ان التفجيرين تزامنا "مع توجه الموظفين الى أعمالهم والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم في وقت تشهد فيه المنطقة حركة مرورية كثيفة".واتهم المجلس الوطني السوري المعارض اليوم النظام السوري بتدبير الانفجارين في العاصمة دمشق. ونقلت مصادر اعلامية عن عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني سمير نشار قوله أن "النظام يقف وراء هذه التفجيرات ليقول للمراقبين أنهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي أن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سوريا" متساءلا " إذا كانت القاعدة وعصابات ارهابية تقوم بالتفجيرات لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها". وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات "لا سيما في يوم الجمعة أو قبل يوم الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها". من جهتها ذكرت الصحف السورية الصادرة اليوم أن المجموعات المسلحة صعدت من استهدافها لحواجز حفظ النظام وللمدنيين وللسيارات العابرة في حمص مدينة وريف دمشق . ويعد التفجيرين الأعنف في سلسلة الإنفجارات التي تقع في سوريا خلال الأحداث التي تشهدها البلاد منذ 15 مارس عام 2011. وقام رئيس فريق المراقبين الدوليين روبرت مود بتفقد موقع الإنفجارين ودعا من هناك الجهات التي تقف وراءهما الى التوقف عن مثل هذه الاعمال. وقال مود تعليقا على الإنفجارين ا ن "هذا نوع مرعب من العنف الذي لا يحتاجه السوريون ورسالتي واضحة الى جميع الأطراف وخاصة الخارجية أن هذا النوع من العنف لن يحل المشكلة بل سيزيد في معاناة الأطفال والنساء وعموم السوريين". وتعيش عدة مدن سورية منذ حوالي 14 شهرا على وقع تظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام تطالب باسقاطه ترافقت بسقوط قتلى من المدنيين والجيش وقوى الأمن حيث تتهم السلطات السورية "جماعات مسلحة" ممولة ومدعومة من الخارج بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين فيما يقول ناشطون ومنظمات حقوقية إن السلطات تستخدم "العنف لإسكات صوت الاحتجاجات. وأدان المرصد السورى لضحايا العنف والارهاب التفجيرين الارهابيين واكد في بيان صحفي اليوم أن "هذه الاعمال الارهابية لا تمت للانسانية أو الأديان بصلة". كما أدانت دولة قطر التفجيرين ودعت جميع الأطراف في سوريا إلى الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2042) من أجل وقف نزيف الدم في سوريا. وجدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قطر موقف بلاده الرافض للإرهاب بكافة اشكاله وصوره وأيا كان مصدره. للتذكير كان تفجير استهدف أمس الاربعاء موكب بعثة المراقبين الدوليين لدى وصولها عند مدخل مدينة درعا جنوب سوريا مما اسفر عن جرح ستة جنود سوريين. تجدر الاشارة الى ان وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز اكدوا في اجتمعهم المتواصل اليوم لليوم الثاني بمنتجع شرم الشيخ المصري على ضرورة ايجاد حلول سلمية للازمة السورية.