نظم يوم الخميس بعنابة في إطار إحياء شهر التراث يوم دراسي تناول الأبعاد التاريخية والروحية لرجل الدين والفكر الإسلامي الإمام الشيخ أبومروان الشريف (1037 -1111). واستحضر المشاركون في هذا اللقاء من مفكرين و أئمة والذي جرى بقاعة المحاضرات لقصر الثقافة والفنون "محمد بوضياف" إحدى أهم المحطات الثقافية التي ساهمت في صنع التاريخ الحضاري لبونة العتيقة. وتم في هذا الإطار التركيز على المحطات التاريخية لحياة الشيخ أبومروان الشريف الذي ولد سنة 1037 بإشبيليا (الأندلس) ليتنقل بعدها إلى منطقة المشرق العربي حيث احتك بالفكر الإسلامي و أبعاده الروحية والدنيوية قبل أن يستقر ببونة وينصب أول إمام للمسجد الجديد الذي شيد آنذاك من طرف الشيخ أبو ليث البوني. وبفضل فكره المتبصر عرف الشيخ أبو مروان الشريف -الذي وصفه الإمام ورجل الدين المشهور لمنطقة تلمسان الشيخ "سيدي بومدين" ب"أحسن محللي علوم الدين"- الشهرة في أوساط علوم الدين و أنتج العديد من التحاليل والمقدمات التي جعلت منه أحد كبار أئمة زمانه. وتوفي الإمام أبو مروان الشريف سنة 1111 (أو سنة 1108) حسب مصادر أخرى ليوارى الثرى بداخل مبنى المسجد الذي يحمل اليوم اسمه والمتواجد بأعالي المدينة العتيقة لبونة. ويشهد مسجد أبو مروان الشريف حاليا أشغال صيانة وترميم ليبقى أحد الشواهد التاريخية والفكرية والروحية التي تصنع الماضي الحضاري لبونة. ويعود بناء هذا المعلم التاريخي إلى الفترة الممتدة ما بين 1000 و 1050 ليشكل نظرا لموقعه بأعالي المدينة أحد معاقل الدفاع عن الساحل العنابي. وخلال الحقبة الاستعمارية حولت سلطات الاحتلال الفرنسي جامع أبو مروان الشريف إلى مستشفى عسكري قبل أن يسترجع من طرف رجال الدين الإسلامي آنذاك.