أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بالجزائر هنري انشر وم الأثنين بالجزائر أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية كريستوفر روس "لا يزال يحظى" بدعم الولاياتالمتحدة. و جاء تصريح أنشر خلال ندوة صحفية نظمها مناصفة مع المدير العام لشركة كوكا كولا لمنطقة شمال افريقيا السيد جيرت بروس بمناسبة إطلاق منح الدراسات لفائدة 100 طالب من منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا من بينهم 10 جزائريين. تجدر الإشارة إلى أن المغرب قرر يوم الخميس سحب الثقة من روس الذي اتهمه "بالابتعاد" عن الخطوط الكبرى التي تم تسطيرها خلال المفاوضات في مجلس الأمن. و شنت الصحافة المغربية حملة إعلامية ضد روس متهمة اياه بكونه وراء التقرير الذي قدمه الامين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الاممي الذي اكد في لائحته رقم 2204 على حل يسمح "بتقرير مصير الشعب الصحراوي" مبرزا ضرورة منح كامل الحرية لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في تحركاتها. و تنص اللائحة التي تمت المصادقة عليها بالاجماع في 24 ابريل الماضي على أن "مجلس الأمن يدعو الطرفين (جبهة البوليزاريو و المغرب) الى مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة بلا شروط مسبقة وبحسن نية من أجل الوصول الى حل عادل و مستديم و يقبله الطرفان و يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي في سياق الاتفاقات المطابقة لأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة". كما طالبت هذه اللائحة التي مددت عهدة المينورسو بسنة أخرى من سلطات الاحتلال المغربية "تحسين وضعية حقوق الانسان" في الاراضي الصحراوية المحتلة.و كان الناطق الرسمي للامين العام للامم المتحدة مارتن نسيركي قد اكد على اثر القرار المغربي ان بان كي مون "له ثقة تامة" في مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية. و قال الناطق الرسمي في تصريح لواج "باننا احطنا علما بهذا الخبر و ان الامين العام (للامم المتحدة) له ثقة تامة في كريستوفر روس و اذا كانت هناك تعليقات اخرى فساطلعكم عليها". و كانت وزارة الاعلام الصحراوية قد اعتبرت ان هذا القرار ليس فقط "دون أساس" و "تعسفي" و انما كذلك "خطير" و "غير مبرر". و اوضح ذات المصدر أن "جبهة البوليزاريو وحكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية ترى في قرار المغرب سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس في مواصلة مهمته التي كلفه بها الامين العام للامم المتحدة و مجلس الامن من أجل إيجاد حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير "قرارا تعسفيا و دون أساس". من جانبه اعتبر الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن سحب الحكومة المغربية ثقتها من "جانب واحد" من المبعوث الأممي كريستوفر روس "يعكس ارتباك" القوى الاستعمارية وفشل مشاريعها في الصحراء الغربية. و أكد عبد العزيز في رسالة وجهها للشعب الصحراوي بمناسبة الذكرى ال 39 لاندلاع الكفاح المسلح في مواجهة الاستعمار الاسباني أن "سحب الحكومة المغربية ثقتها من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس بعد أن هللت مرحبة بتقرير الأمين العام و قرار مجلس الأمن إنما يعكس ذلك الارتباك اللصيق بالقوى الاستعمارية الظالمة و هي تتخبط في محاولات محمومة عبثية ويائسة لإخفاء شمس الحقيقة بغربال الباطل". للتذكير كانت أشغال الاجتماع غير الرسمي التاسع بين جبهة البوليزاريو والمغرب في مارس الماضي بمانهاست (نيويورك) قد انتهت بدون إحراز تقدم هام في المفاوضات بين الطرفين. و كان الطرفان سيلتقيان في شهري جوان و جويلية المقبلين في إطار جولات اخرى جديدة غير رسمية. و اشار روس انذاك إلى أن كل طرف في النزاع "استمر في رفض اقتراح الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المقبلة مجددين إرادتهما في العمل سويا من أجل إيجاد حل سياسي وفقا للوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". و تعتبر الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا. و تعتبرها الاممالمتحدة اقليما غير مستقل منذ 1966 .