استعاد مجاهدو وسكان بلدية "معافة" بولاية باتنة يوم الأربعاء في أجواء مهيبة الذكرى ال 56 لعملية تدمير مركز للعدو الاستعماري الفرنسي بهذه المنطقة من طرف جيش التحرير الوطني ليلة ال 30 ماي 1956 . وتم الترحم بالمناسبة بقرية الشهيد "مسعود مذكور" المدعو غالي على أرواح شهداء المنطقة قبل وضع باقة من الزهور على المعلم التذكاري المخلد للذكرى ثم الوقوف على بقايا المستشفى العسكري لجيش التحرير الوطني الذي كان موجودا خلال الثورة التحريرية بهذه الجهة . وبد ذلك توجه الحضور إلى المتحف الصغير الموجود بالبلدية حيث قدمت شهادات حية حول عملية اقتحام وتدمير المركز العسكري الخاص بجيش الاحتلال الفرنسي ببلدة معافة اليت جرت يوم 30ماي 1956 . كما تم تكريم المجاهد "ابن عدودة علي" المدعو سي علي الطيب الذي كان إبان الثورة التحريرية مسؤول الناحية الثانية التابعة للمنطقة الأولى وكذا عائلتي الشهيدين "زكور أعمر" و" قورار السعيد" اللذين شاركا في العملية رفقة الشهيد "نزار صالح" وآخرين وكذا المجاهد "مسعود عبيد". وذكرت الشهادات أن تدمير المركز الاستعمار الذي شكل آنذاك خطوة هامة في فك الخناق على الثورة التحريرية بمنطقة الأوراس نفذه وفق خطة محكمة 32 مجاهدا بالتعاون مع عدد كبير من المدنيين من "معافة" و"عين التوتة" انطلقت باقتحام أسوار المركز على الساعة الواحدة صباحا . وأسفر الهجوم الذي دام ساعة واحدة من الزمن عن استشهاد أربعة مجاهدين وتدمير كلي لمبنى المركز وقتل حوالي 40 جنديا فرنسيا من بينهم ضابط برتبة ملازم أول وغنم كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة منها قطعتا مدفع هاون و3 رشاشات وحوالي 100 قطعة سلاح حربي وكمية كبيرة من القنابل اليدوية . وقد تم عقب تدمير المركز هجرة وتشرد سكان كل القرى المجاورة للمركز المقدر عددهم وقتها بحوالي 2.000 نسمة وتدمير قريتي لمرداسة و فتاتشة عن آخرهما وإعدام 4 مدنيين ألقي عليهم القبض قرب المركز في اليوم الموالي للهجوم وذلك في اطار عملية انتقام جهنمية من طرف قوات الاحتلال الفرنسي .