تشكل المرجعية الدينية والاستقرار الاجتماعي في فكر و فتاوي الراحل الشيخ أحمد حماني موضوع ملتقى وطني يدوم يومين افتتح يوم الثلاثاء بجيجل بحضور مشاركين قدموا من عديد ولايات البلاد. و يتناول هذا اللقاء الذي افتتحت أشغاله بحضور ممثلين عن وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف و السلطات المحلية و عدد من الأئمة و الدعاة و طلبة في العلوم الإسلامية و شخصيات دينية قدموا من عديد ولايات البلاد بالأساس أعمال الراحل حماني التي تعود أصوله إلى دائرة العنصر (جنوبجيجل). و كان العلامة الشيخ أحمد حماني مرجعا و مدرسة تعدت شهرتها حدود البلاد حسبما ورد في مداخلات بعض المشاركين في الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى وذلك بقاعة المحاضرات للحي الإداري. و ذكر في هذا السياق مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف الدكتور بومدين بوزيد بأن الراحل الشيخ أحمد حماني كان أول من أصدر فتوى بشأن زرع الأعضاء البشرية متقدما بذلك عن مفتيي دول عربية و إسلامية أخرى. و لم يغفل المتحدث التذكير كذلك بأن بعض الفتاوى التي صدرت انطلاقا من دول أجنبية قد "أضرت كثيرا بالجزائر خلال سنوات التسعينيات". و من شأن هذا اللقاء أن يسمح على الخصوص بحث الشباب والأجيال الصاعدة لكي يستلهموا من قيم وخصال هذه الشخصية الفذة. و تندرج هذه المبادرة الثانية من نوعها في إطار القافلة العلمية لسنة 2012 و كذا برسم إحياء ذكرى خمسينية استرجاع السيادة الوطنية. و استنادا لممثلي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف يرتقب إنجاز أفلام وثائقية تتناول حياة وأعمال شخصيات جزائرية مشهورة على غرار مالك بن بني وأحمد حماني. و يعد هذا الملتقى فرصة كذلك لتقديم ما تم تدوينه حول ملتقى أحمد حماني المنعقد يومي 4 و 5 جويلية 2011 بجيجل. و يتضمن هذا الكتاب من 346 صفحة والصادر عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مجموع المحاضرات والمداخلات التي قدمت خلال ذلك اللقاء الذي تناول بالأساس "رجل الفتاوى". و كان الراحل أحمد حماني الذي تعود أصوله لمنطقة أزيار بالقرب من بلدية العنصر تلميذا للشيخ عبد الحميد بن باديس كما ترأس المجلس الإسلامي الأعلى. و قد تم تقديم عديد المداخلات عقب الجلسة الافتتاحية لأشغال هذا الملتقى التي تخللها تسليم جوائز على المتفوقين في المسابقة الثقافية حول أشغال البحث التي تبرز شخصيات جزائرية مختصة في العلوم الإسلامية.