خصت المجلة الشهرية أفريك-آزي ملفا للجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني في عددها المزدوج لشهري جويلية و أوت يشمل تغطية لحرب التحرير الوطني و المشاريع التي أنجزتها الجزائر في فترة ما بعد الاستقلال. وقد استهلت المجلة هذا الملف الذي يقع في 40 صفحة بافتتاحية أكدت فيها أنه "منذ 50 سنة خلت و بعد حرب بطولية ضد جيش يضم نصف مليون جندي بدعم من منظمة حلف شمال الأطلسي كانت نهاية ملحمة مكنت الجزائر من استرجاع استقلالها و طي بشكل نهائي الصفحة العاتمة لاستعمار غاشم دام 132 سنة". وجاء في ذات المقال أن "عزيمة بعض الرجال الذي قرروا +رمي الثورة في أحضان الشارع+ أشغلت فتيلة حرب في كامل ربوع البلاد و فجرت الوضع في وجه القوة الاستعمارية". وتحت عنوان "المقاومة الشعبية البطولية" روت المجلة مطولا تاريخ الاحتلال منذ 1830 مؤكدة أنه في هذا التاريخ "شن الجيش الفرنسي احتلال واجهته طوال 132 سنة مقاومة مستمرة من طرف الجزائريين توجت بطرد المستعمر سنة 1962 و استرجاع الاستقلال". وتطرقت المجلة أيضا إلى اندلاع حرب التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954 التي هزت عرش المحتل حيث ذكرت ببطولات الشهيد العربي بن مهيدي الذي اغتيل من قبل الجنرال أوساريس المعروف بممارسته للتعذيب و الشهيد ديدوش مراد و القادة التاريخيين الذين قرروا في جوان 1954 مباشرة الكفاح المسلح لاسترجاع الاستقلال الوطني. وعرجت المجلة على مجازر 8 ماي 1954 بسطيف حيث تم قمع مظاهرة سلمية نظمت للاحتفال باستسلام الألمان و تحولت إلى أعمال شغب عقب قتل أحد أعضاء الكشافة الذي كان يحمل العلم الجزائري ليتم قمع المتظاهرين بشكل وحشي. و كان 17 أكتوبر 1961 تاريخا توقفت عنده المجلة لتذكر بالمطاردة التي تعرض لها الجزائريين بسبب لون بشرتهم في شوارع باريس بأمر من العمدة موريس بابون حيث تحولت المطاردة إلى مجزرة سارعت السلطات الفرنسية إلى إخفاء آثارها من خلال إلقاء الجثث في نهر السين. و لم تفوت المجلة التذكير بالتعذيب الذي كانت تمارسه سلطات المحتل ضد الجزائريين الذي تم توقيفهم إبان حرب التحرير الوطني. وذكرت مجلة أفريك-آزي بأن التعذيب التي تمت ممارسته طوال حرب الجزائر و الذي كان جزءا من النظام الاستعماري أنداك كان متعمدا بحجة +مكافحة الارهاب+ الذي اتهمت به جبهة التحرير الوطني لا سيمت خلال معركة الجزائر العاصمة 1957-1958. ومن جهة أخرى، تطرقت المجلة إلى العشرية السوداء و انتشار الارهاب أنداك "حيث لطخت تلك الفترة بدم ضحايا الإرهاب الذي كان سيودي بالبلاد إلى التهلكة لولا المبادرة الاستراتيجية ل"المصالحة الوطنية" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و الرامية إلى طي صفحة +العشرية الحمراء+". وأضافت المجلة أن "الرجل الذي كان من بين الوطنيين الأوائل الذين حاربوا الاستعمار لم يكن ليقف ساكنا و هو يرى بلده يدمر و يخرب فهو يواصل منذ 13 سنة جهوده بغية تعزيز تطور بلده و تمكينه من احتلال المكانة التي تليق به بين الأمم". وجاء في المجلة أنه منذ سنة 2000 فضلت الجزائر بناء اقتصاد اجتماعي للسوق "يرمي إلى إشراك الجميع في ظل دولة قوية تحافظ على السيادة الاقتصادية الوطنية و تضمن احترام المنافسة و حماية الطبقات الهشة". كما تم إبراز الجوانب المالية و الجهود المبذولة "لضمان الأمن و التطور" من خلال ترقية قطاع الفلاحة بالمناطق الريفية.