استقبل بعد ظهر يوم السبت العداء الجزائري توفيق مخلوفي الحائز على الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر للألعاب الأولمبية 2012 بمسقط رأسه سوق أهراس بحفاوة بالغة من طرف آلاف المواطنين وذلك عند مدخل المدينة قادما إليها من عنابة التي وصل إلى مطارها منتصف اليوم . فوسط ديكور مميز صنعته قافلة من السيارات مزينة بالراية الوطنية وصور هذا العداء الشاب (24 سنة)، جاب الموكب عديد الشوارع الرئيسية للمدينة على غرار حي سكانسكا وحي 1700 سكن وشارع جيش التحرير الوطني وصولا إلى ساحة الشهداء بوسط المدينة التي اكتظت بالمواطنين وهم يرفعون الأزياء الوطنية ويهتفون بحياة الجزائر وببطلها مخلوفي الذي شرف الجزائر والعلم الوطني. وحيا مخلوفي الذي كان على متن سيارة فخمة مكشوفة تتوسط كوكبة من المركبات آلاف المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الطريق الذي سلكه الموكب وسط محاولات عدة لمعانقة هذا البطل الاولمبي وهم يهتفوا "وان تو تري فيفا لالجيري" . وبمقابل ذلك تعالت زغاريد النسوة من على شرفات منازل الأحياء والشوارع التي مر بها الموكب وسط زخات خفيفة من المطر في الوقت الذي لم تتسع فيه شوارع المدينة لاحتضان مئات المركبات التي قدم أصحابها خصيصا لاستقبال هذا البطل والتعبير عن فرحتهم العارمة بابن المدينة الذي أفرح الجزائر ورفع رايتها في سماء لندن. من جانبه، أعرب توفيق مخلوفي ل"وأج" عن سعادته بهذا الاستقبال الحار وعن تحقيق هذا اللقب الذي يهديه إلى لكل الجزائريين في ذكرى خمسينية استرجاع السيادة الوطنية قبل أن يعد بتحقيق المزيد من الانتصارات والتتويجات في التظاهرات الرياضية المقبل. وحسب عدد من المواطنين الذين التقتهم "وأج" فإن تتويج توفيق مخلوفي بالميدالية الذهبية لأولمبياد لندن، أعاد البريق لألعاب القوى الجزائرية التي غابت عن منصات التتويج في أكبر المحافل الدولية مضيفا بأن لا أحد كان يعتقد بلوغ هذه النتيجة التي حققها مخلوفي الذي بدأ مشواره في نادي الحماية المدنية لسوق أهراس فيما اعتبر مواطن آخر بأن تتويج هذا النجم القادم من عمر الجزائر بمثابة حلم تحقق. نفس أجواء الفرحة شهدها المسكن العائلي المتواضع لمخلوفي بحي دالاس 2 هذا الحي الذي اكتظ بمئات المواطنين مهنئين عائلة رافع الراية الوطنية في سماء لندن حيث وزعت حلوى ومشروبات على القادمين. واستنادا لوالده يونس، فإن ابنه البطل توفيق المولود في أفريل 1985 توقف عن الدراسة في السنة الثالثة ثانوي شعبة علوم بثانوية "رافع عبد المجيد" المتواجدة بالقرب من مقر سكنه حيث كان معه شديدا رافضا لممارسته الرياضة على حساب دراسته لكن طموح توفيق وإصراره على مواصلة المشوار وإلحاحه الكبير دفع بالوالد إلى الاقتناع ليشق توفيق طريقه بنفسه.