يحتضن المتحف الوطني أحمد زبانة بوهران، اعتبارا من اليوم الاثنين معرضا تشكيليا للفنانة جهيدة هوادف، في جولة موسومة “النقاوسيات" ستستعرض فيها هذه الرسامة المخضرمة جانبا من تقاليد بنات حواء في مسقط رأسها بمنطقة نقاوس بعاصمة الأوراس. المعرض سيتواصل لغاية السادس من شهر نوفمبر، الداخل سيكتشف فيها الزائر جانبا من تنوع التراث والثقافة الجزائرية الأصيلة وروعة الألوان أيضا. والفنانة التشكيلية جهيدة هوادف من مواليد الفاتح من أفريل 1963 ببلدية نقاوس ولاية باتنة، درست بالعاصمة حيث التحقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة وأتمت دراستها فيها سنة 1990 متحصلة على شهادة من المدرسة الوطنية والمدرسة العليا للفنون الجميلة بالعاصمة، التحاقها بالمدرسة العليا للفنون الجميلة أكسبها تعلم مقاييس الرسم ودرجات الألوان، ومع مرور الوقت، استطاعت جهيدة أن تكون نمطا خاصا بها تضفي من خلاله بصمة مميزة يعرفها بها الجمهور،ولأن جهيدة من محبي الرسم وقد تعلقت به منذ الصغر، بحيث كونت بينها وبينه قصة حب حقيقية كبرت مع الطفلة ليكبر معها إبداعها الفني استطاعت أن تدخل في ذلك العالم الكبير وتجد مكانة مميزة فيه. وتسترجع جهيدة ذاكرتها في أجمل اللحظات في مرحلة طفولتها التي تختصرها في تلك الأوقات التي كانت تقدم لها فيها أقلام التلوين من قبل والديها لتكون بمثابة أجمل الهدايا التي لا تقدر بثمن كونها من الشغوفات برسم. وما زدها حماس للدخول إلى هذا العالم وتسكن فيه تشجيع الأصدقاء والعائلة والأساتذة لتكون لها بمثابة المنبع الذي تستجمع منه قواها وتخلق لنفسها أسلوبا يميزها، لا تجسد من خلاله في لوحاتها إلا صورا حقيقية للنساء ولا لمناظر طبيعية، كونها ترسم ما تحس به وليس ما تراه فالمرأة بالنسبة لها، رمز من رموز الحياة، كالوردة أو الفراشة، وواحدة من مكونات عالم جميل وساحر يفيض بالحب والحنان، وهو الأمر الذي يجعلها تكرر المرأة في لوحاتها وتعيرها اهتماما كبيرا، فمرة تركز على أثواب المرأة وأزيائها الجميلة التي تتعمد أن ترسم عليها ورودا مختلفة اللون والأحجام، ومرة أخرى تركز اهتمامها على وجهها المعبر بعيون كبيرة لتقحم في كل مرة صورة المرأة مع جمال الطبيعة التي هي الأخرى تراها عالما زاهر ومعبر عن الأمل الكبير، والى جانب ذلك غالبا ما تقحم في لوحاتها الفواكه والأشجار المثمرة، تجسد أوراقها عالما جميلا، كما وجدت في القصص والحكايات منبعا خصبا الإلهام وسيكتشف الزائر لمعرضها الإبداع بأنامل الأنثى المفعمة الروح.