أعلنت جماعة " أنصار الدين" إحدى الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي و الحركة الوطنية لتحرير ازواد (متمردو الطوارق) يوم الجمعة استعدادهما لإجراء "حوار سياسي" مع السلطات المالية لحل الازمة المالية. و أعربت المجموعتان اللتان استقبلهما اليوم معا رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري وسيط المجموعة الاقتصادية لدول غرب افرقيا (ايكواس) عن "استعدادهما للبدء في حوار تفاوضي سياسي" حسبما جاء في بيان تلاه وزير الخارجية البوركيني جبريل باسوليه. و أضاف البيان ان (انصار الدين) والحركة الوطنية لتحري الازواد "أعربتا عن الأمل في أن" يتعهد الجيش المالي بوقف كل إشكال الأعمال العسكرية ضد المدنيين". وتشكل هذه المحادثات الثلاثية "تقدما" في المفاوضات الهادفة إلى تسوية سياسية للازمة في الوقت الذي يجري فيه التحضير لتدخل عسكري افريقي في مالي. وتجري بوركينا فاسو منذ أشهر مفاوضات مع الجماعتين كل على حدة ساعية إلى انتزاع اتفاق من الطرفين على "أرضية مشتركة" لمطالبهما. و قد أعلنت "الحركة الوطنية لتحرير ازواد" أول أمس من باريس عن بدء "مباحثات رسمية" مع "أنصار الدين" "في الأيام المقبلة". ومن جهتها أزالت "أنصار الدين" عائقا كبيرا أمام تقاربها مع"الحركة الوطنية لتحرير ازواد "باعلانها من واغادوغو عن استعدادها لتحرير شمال البلاد من "الإرهاب" و" الحركات الأجنبية". و قال اغ غربي المتحدث باسم الحركة في واغادوغو "اذا ما التزمنا بمفاوضات مع السلطات المالية فلا بد أن نفكر في وسائل و سبل تمكننا من القضاء على الإرهاب و تجارة المخدرات و الحركات الأجنبية" مضيفا "نحن لسنا مع خطف الرهائن و تجارة المخدرات". و يأتي هذا التطور فيما يتم الإعداد لتدخل عسكري افريقي يحظى بموافقة الأممالمتحدة وبدعم لوجستي من بعض الدول الغربية لاستعادة شمال مالي الذي يخضع منذ أشهر لسيطرة الجماعات المسلحة. و بالموازاة مع هذا أعلنت وزارة الدفاع المالية تمديد أعمال اجتماع لخبراء دوليين يرمي لوضع "تصور عملاني" لتدخل عسكري محتمل في الشمال حتى يوم الاثنين القادم بعد أن كان مقررا اختتامه بعد غد الأحد. و يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى في 12 أكتوبر الماضي قرارا يمهل المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا حتى 26 نوفمبر الجاري لتوضيح خططها بشان تدخل عسكري محتمل في مالي. و في قمة طارئة عقدوها الأحد الماضي بابوجا شدد قادة دول (ايكواس) على أن الحوار يبقى "الخيار المفضل" لحل الأزمة السياسية في مالي" قبل اللجوء إلى الخيار العسكري لاسترجاع شمال مالي من ايدي الجماعات المسلحة التي تسيطر عليه من عدة أشهر.