أعلن رئيس الجمعية الجزائرية للتخدير والانعاش الاستاذ محمد قيرينيك يوم السبت بالجزائر العاصمة عن الشروع في انجاز دراسة حول هذا الاختصاص بالبلدان المغاربية قريبا . وأكد الاستاذ قيرينيك على هامش الملتقى المغاربي السادس للتخدير و الانعاش أن هذه الدراسة ستركز على كيفية تأمين التخدير والانعاش بالنسبة للمريض من أجل التخفيض من الاخطاء الطبية و وضع قوانين ومقاييس خاصة بدول المنطقة. وأشار في نفس الاطار إلى وجود فراغ قانوني في الطب الشرعي يستدعي وضع أطر قانونية يساهم في اعدادها خبراء من جميع الاختصاصات الطبية بجانب رجال القانون بالاضافة إلى دعم التكوين في هذا المجال بهدف تحديد ممارسة المسؤوليات الطبية التي لازالت تعتمد-حسبه -على طرق "تجاوزها الزمن". ويرى في نفس الاطار أن الاطباء يحاولون تحمل مسؤولياتهم بقدر الامكان دون أن يستثني تسجيل نقائص في هذا الميدان ولاسيما المتعلق ب"اختراق بعض الاطباء للممارسات الجيدة ". وحث الاستاذ قيرينيك الذي هو كذلك رئيس مصلحة التخدير والانعاش بالمؤسسة الاستشفائية مصطفى باشا على تشجيع الاطباء الشباب في هذا الاختصاص على المشاركة في اللقاءات الدولية التي تعتبر الدول المغاربية غائبة تماما منها . أما في مجال التكوين المتواصل فركز نفس المختص على فتح ورشات حول التخدير المحلي لفائدة فريق طبي سيتكفل بدوره بتوسيع التكوين إلى بقية أطباء هذا الاختصاص. و وصف اختصاص التخدير والانعاش ب"النواة " التي تتمحور حولها كل الاختصاصات الاخرى مشيرا إلى اعداد توصيات حول المواد المخدرة المستعملة بالمؤسسات الاستشفائية المغاربية وتقديمها إلى أصحاب القرار من اجل تحديد الاسس العلمية المطبقة في هذا الاختصاص. وأشار إلى في نفس الاطار إلى وضع برنامج مغاربي شامل للقاءات العلمية متعددة يمتد على مدار السنة يتضمن تبادل البعثات العلمية بين دول المنطقة. أما رئيسة مصلحة الاستعاجالات الطبية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران الاستاذة حورية جبلي فقد أشارت من جهتها إلى النقص المسجل في مسكنات الالم خاصة الموجهة للاستعجالات الطبية . كما تطرقت إلى مشكل أخر يشكل عبء على الصحة العمومية والمتمثل في الاصابة بأزمات الدماغ مشيرة إلى العدد الهائل من المرضى الوافدين على قسم الاستعجالات بهذا المستشفى . وفي هذا الشأن أكدت الاستاذة جبلي أنها قدمت مشروعا لانشاء مخبر لمراقبة أزمات الدماغ على مستوى منطقة الغرب الجزائري داعية إلى التكفل بهذا المشكل العويص من خلال التكفل بداء السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الشرايين قبل أن تتطور هذه الامراض إلى الاصابة بأزمة الدماغ . وترى نفس المختصة أن تعقيدات المرض تشكل اعاقة اجتماعية كبيرة على الاسر ناهيك عن التكاليف الباهضة للخزينة العمومية متمنية أن يلقى مشروعها اذان صاغية. أما الاستاذة شويشة بدرة رئيسة مصلحة التخدير والانعاش بنفس المؤسسة الاسشفائية فقد تطرقت من جانبها إلى المشاكل المسجلة في الميدان من بينها صعوبة التكفل بالحوامل القادمات من المدن المجاورة لولاية وهران حيث تشغل هذه الفئة 50 بالمائة من أسرة مصلحة التخدير والانعاش بالمستشفى . وتتمثل تعقيدات الحمل التي غالبا ما تنتهي بمأساة الوفاة -حسب نفس المختصة- في تعرض المرأة الحامل إلى الاغماء والنزيف الدموي. ودعت إلى التكفل بالحوامل على مستوى وحدات حماية الامومة والطفولة بالمدن التي تقطن بها ونقلهن إلى المستشفيات الكبرى في سيارات اسعاف مجهزة اذا تعرضت إلى تعقيدات الحمل . كما حثت على التكفل بالالم لدى المصابين بالسرطان الذين هم في حالة متقدمة للمرض للتخفيف من الامهم ووصف لهم علاجا مرافقا سواء كان ذلك بالمستشفيات أو بالمنزل.