وصف مدير المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا يوم الثلاثاء بقسنطينة التصوف بأنه ناقوس إنذار ضد رغبة الهيمنة. وفي افتتاح ملتقى '' طرق الإيمان التصوف وفقه التحرر '' الذي نظم بمبادرة من المركز الوطني لبحوث ما قبل التاريخ قال الدكتور سليمان حشي "ان التصوف يعتبر ناقوس إنذار ضد رغبة الهيمنة التي تضعف كوكبنا وتقوض انسجام ثلاثية : الله - الإنسان- الكون". وأضاف أن التصوف هو أيضا "صرخة من القلب تمثل أملا للبشرية.'' ومن جانبه أوضح الدكتور زعيم خنشلاوي المسؤول العلمي لهذه الفعالية التي تجمع أكثر من 80 مشاركا من بينهم عدد معتبر من الأجانب يمثلون ثلاثين دولة من المغرب العربي وأفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأمريكا أن اللقاء ''يستهدف دراسة مدى مساهمة التصوف في حركات تحرر البلدان و ترقية وتحرير الإنسان''. وقال خنشلاوي أن "فقه التحرر" من شأنه "الإفراج عن الإنسان من أسره الوجودي" و"فتح الباب أمام كراماته الملتصقة بنشر طاقاته المتحررة ''. و من جهته تحدث مدير الثقافة للولاية عن "العلاقة المتناغمة التي جمعت بين سيدي بومدين قطب التصوف في بلاد المغرب العربي و الأمير عبد القادر رمز للمقاومة ورجل دولة ونموذج التصوف المحرر و المنفتح و المتسامح والإمام عبد الحميد بن باديس أب الحركة الإصلاحية ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين". وفي هذا السياق تحدث الباحث الفرنسي ميشال يفالوا رئيس شركة دراسات سانت سيمونيان في باريس عن "الصلات" التي ربطت بين الأمير عبد القادر وبين توماس الملقب إسماعيل الحضري وهو زنجي من غويانا أسلم بعد زواجه من مسلمة بقسنطينية . وذكر هذا المحاضر أن التصوف شكل قلب علاقة التقدير والصداقة التي نشأت بين الرجلين بعد لقائهما الأول في أمبويس (فرنسا) عام 1849. وأضاف المحاضر أن هذا اللقاء كان بداية لصداقة استمرت حتى وفاة الأمير عام 1883 رغم أن الغزو العسكري للجزائر وضع الرجلين "في موقف العدو لبعضهما البعض" مشيرا أن التعرف على الشخصيتين "يضعهما في خانة الإيمان نفسه كما أنهما يتوفران على نفس طريقة معيشة دينهم وخدمة الإنسانية والسلام". و من جانبه تناول فيكتور باليجا من جامعة بومبيو فابرا ببرشلونة (إسبانيا) المفاهيم الفلسفية للحرية والعدالة من مدرسة ابن عربي إلى الأمير عبد القادر الجزائري.