شرع رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند اليوم الأربعاء في زيارة دولة تدوم يومين إلى الجزائر من شأنها أن تعزز أسس العلاقات المتميزة التي تجمع بين الجزائر و فرنسا من أجل ترقيتها إلى شراكة استراتيجية. و تمت الإشارة من الجانب الجزائري إلى أنه من المرتقب أن تعطي هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "دفعا جديدا" للعلاقات الثنائية من خلال "إطار عمل مهيكل حتى تتواصل الجهود وتتعزز". و ترغب الجزائر التي تسعى إلى اقامة شراكة "ذات منفعة متبادلة" مع فرنسا في تحويل تكنولوجي حقيقي و مرافقة اقتصادية و تكوين مواردها البشرية. و في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية قبل أيام من زيارة الرئيس هولاند إلى الجزائر صرح الرئيس بوتفليقة " إن الجزائر ترحب بعلاقة متينة وديناميكية مع فرنسا قائمة على كثافة الأواصر وتعدد المصالح التي تربط بلدينا". و شدد رئيس الجمهورية يقول في هذا السياق "ان متانة العلاقات بين الشعبين تمر بالتأكيد عبر تكثيف شراكة تصمد أمام العوارض وتتجاوز العلاقات التجارية التي يختصر فيها كل طرف الطرف الآخر إلى مجرد سوق لتسويق منتوجاته". و في تصريح لقناة "فرانس 3" صرح الوزير الأول عبد المالك سلال "ننتظر من هذه الزيارة فتح فصل جديد في العلاقات بين الجزائر و فرنسا مبنية على الصداقة و التعاون ". و أكد في هذا الصدد إرادة الجزائر في التوصل مع فرنسا إلى "عقد صداقة و تعاون" يبني المستقبل بين البلدين. و من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العلاقات الإقتصادية بين البلدين ستسمح بإقامة علاقات "أكثر توازنا" في مجال التعاون بين البلدين. و في حديث مساء يوم الثلاثاء لقناة "فرانس 24" أكد الوزير أن هناك "فرصا كبيرة لا تزال أمام الجزائروفرنسا لإنشاء شركات مختلطة في مجال التعاون الاقتصادي" مشيرا إلى وجود "مجالات عديدة للاستثمار غير مستغلة". و سيتم خلال هذه الزيارة الأولى من نوعها للرئيس هولاند إبرام العديد من الإتفاقات في اخر ظهيرة اليوم الأربعاء. و سينشط الرئيس الفرنسي ندوة صحفية قبل أن يحضر مع الرئيس بوتفليقة مراسم التوقيع على الإتفاقات. كما سيلقي هولاند غدا الخميس خطابا أمام البرلمان قبل أن يتوجه إلى تلمسان (غرب الجزائر العاصمة) حيث سيتم منحه الدكتوراه الفخرية بجامعة أبوبكر بلقايد.