أكد وزير تهيئة الإقليم و البيئة والمدينة عمارة بن يونس يوم الاثنين بسطيف أن أولوية الحكومة في السنوات المقبلة سترتكز على تهيئة وإعادة هيكلة المدن الجزائرية في مسعى منها لتحسين الإطار الحياتي للمواطن الجزائري. وأوضح الوزير خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الجهوي حول مخطط تهيئة فضاء البرمجة الإقليمية "الهضاب العليا-شرق" بالمعهد المتخصص في التكوين المهني بحي تبينت (شرق سطيف) بأنه قد أصبح من الضروري اليوم إعادة إحياء المدن الجزائرية و النظر في نمط تسييرها لتحقيق تنمية مستدامة. وبعد أن اعتبر أن المخطط الوطني لتهيئة الإقليم و المصادق عليه بموجب القانون رقم 10-02 المؤرخ في 29 جوان 2010 كأداة "إستراتيجية" للتخطيط و"الإطار المرجعي" للسياسة الوطنية لتهيئة الإقليم بالنسبة للعشرين سنة المقبلة أضاف بن يونس بأن هذا الأخير سيمكن من تحقيق الإنصاف و التوازن و جاذبية الإقليم بجميع مكوناته. وألح الوزير أمام الأعضاء التنفيذيين وشركاء مركزيين ومحليين لولايات سطيف و برج بوعريريج وباتنة وخنشلة وأم البواقي وتبسة على ضرورة الاستعداد التام لتجسيد مخططات التهيئة الإقليمية والتشاور مع كل الفاعلين لإرساء سياسة "طموحة" و "مدمجة" لتهيئة الإقليم تسمح بإعادة إحياء المدن القديمة. كما دعا إلى العمل على إيجاد حلول لمسائل مستعجلة و مشاكل متعلقة بالحياة اليومية للمواطن و الاستجابة لمتطلباته و العمل على استقراره مشيرا في نفس السياق إلى أن نشاط وزارة تهيئة الإقليم البيئة و المدينة يسعى إلى تحسين نوعية الخدمة. وكشف الوزير من جهة أخرى بأن قضية جمع وتسيير النفايات بأنواعها أصبحت تشكل أولوية "قصوى" بالنسبة للحكومة نافيا وجود أي إشكاليات على المستوى الوطني لعلاج هذه النفايات بل المشكل الرئيسي يكمن-حسبه- في تسييرها باعتبارها مهنة جديدة على المجتمع الجزائري. وكشف بالمناسبة بأن قطاعه قام إلى غاية المرحلة الراهنة بجمع 3 ملايين طن من النفايات المنزلية و القضاء على 5 آلاف مفرغة عمومية في انتظار التخلص من 1000 مفرغة عشوائية أخرى. وتم في هذا الشأن شراء 48 محرقة 4 منها من الحجم الكبير ستخصص لتسيير النفايات المنزلية بولايات الجزائر العاصمة وعنابة وقسنطينة و وهران و ذلك بشراكة مع شركات أجنبية. وكان الوزير قد أشرف على افتتاح أشغال الملتقى لتقديم المهمة 3 "التنفيذ و مخطط العمل" من مخطط تهيئة فضاء البرمجة الإقليمية للهضاب العليا-شرق بهدف مواصلة التشاور مع الفاعلين و الشركاء على الصعيدين المحلي والمركزي. وستمكن عملية التشاور بين كل الفاعلين في تحديد رؤية شاملة جماعية ومشتركة لاقتراح إطار مرجعي للسياسات المستقبلية الخاصة بتنمية الإقليم وتهيئته لترقية إستراتيجية تنمية إقليمية مستدامة بمنطقة الهضاب العليا الشرقية على المديين المتوسط و البعيد. وكانت زيارة بن يونس إلى ولاية سطيف فرصة لإعطاء إشارة انطلاق عمليات التهيئة الحضرية لحي الأبراج (شرق سطيف) و حي حمو بلحوكي (غرب سطيف) اللذين يحتضنان حوالي 3600 ساكن و ذلك في عملية ترمي إلى ترميم العمارات و طلائها و تخصيص مساحات خضراء باستثمارعمومي إجمالي يقارب 170 مليون د.ج. وبدائرة عين ولمان تفقد الوزير ورشتي إنجاز مفرغة عمومية للنفايات الهامدة ببلدية قلال خصص لها غلاف مالي ب 25 مليون د.ج و بطاقة استيعاب ب 28 ألف طن سنويا و كذا مركز ردم تقني للنفايات الصلبة لبلديات عين ولمان و قصر الأبطال وقلال وحدد لإنجازها مدة لا تتجاوز 12 شهرا. كما قام بزيارة ورشة مشروع تهيئة المدخل الشمالي لمدينة سطيف على الطريق الوطني رقم 9 و تقديم الدراسة المتعلقة بمنطقة النشاطات الخاصة بها. وبعين المكان نوه الوزير بما يتم إنجازه عبر هذه الولاية مضيفا بأن كل هذه المشاريع تندرج ضمن أولويات الحكومة لتحسين الإطار المعيشي للمواطن.