أكد رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح اليوم الأحد بأن المجاهد الفقيد أحمد محساس الذي وافته المنية صباح اليوم يعد "أسوة في التضحية و مثالا في الوطنية و رمزا في الوفاء لرسالة نوفمبر الخالدة". و في برقية تعازي بعث بها إلى أسرة المرحوم اعتبر رئيس مجلس الأمة رحيل الفقيد محساس "لحظة أخرى من تلك اللحظات الموجعة التي تفقدنا وجوها بارزة و أسماء ثقيلة و أرصدة نفيسة في مسار الحركة الوطنية و ثورة التحرير المجيدة" حيث كان الفقيد من رواد الحركة الوطنية و من الأوائل المفجرين لشرارة حرب التحرير. و أضاف بأن الأجيال قد عرفت في الفقيد ذلك "المجاهد المعتد الشامخ بما تيسر له من مساهمات جليلة في النضال الوطني و الجهاد التحرري". كما ذكر بالمرحلة التي أمضاها كعضو بمجلس الأمة —حيث كان رئيس الجمهورية قد عينه شهر جانفي المنصرم ضمن الثلث الرئاسي— أين عرف بالتزامه و كان "محل تقدير و إكبار مستحق نصغي إليه بتجلة و إكرام و نستزيد مما يجود به من استحضار مشرق لصفحات من تاريخ ثورتنا المظفرة" كما قال رئيس مجلس الأمة. و اعتبر أيضا أن المرحوم كان مصدر إلهام لما تحلى به من "قوة معنوية دافعة" و هي نفس القوة التي "حرص جيل المجاهدين الأصفياء على إذكائها في النفوس لتجاوز الصعاب و خوض التحديات الوطنية الراهنة". كما أعرب السيد بن صالح لأسرة الفقيد عن "بالغ" حسرته و "عميق" أساه لرحيل المجاهد محساس الذي تفقد الجزائر بوفاته "أحد الرواد الثوريين الأبطال". و كان المرحوم قد توفي صباح اليوم بالمستشفى العسكري بعين النعجة عن عمر يناهز 90 سنة إثر مرض عضال و سيوارى التراب غدا الإثنين بعد صلاة الظهر بمقبرة العالية. و قد التحق الفقيد الذي ولد يوم 23 نوفمبر 1923 بمدينة بودواو (بومرداس) مبكرا بالحركة الوطنية كما تقلد بعد الاستقلال عدة مناصب في هرم الدولة.