تميزت زيارة العمل التي قام بها أمس السبت الوزير الأول السيد عبد المالك سلال إلى ولاية بشار بالإعلان عن مشاريع اقتصادية "هامة" تستجيب لانشغالات السكان المحليين خاصة ما تعلق منها بالشغل والسكن والنقل والفلاحة. وتهدف المشاريع المختلفة التي اعطى إشارة انطلاقها السيد سلال إلى بعث التنمية في كل المجالات بولاية بشار الواقعة جنوب غرب البلاد وكذا ضمان التوزيع العادل لفرص التنمية كما تعكس إرادة السلطات العمومية في الاستجابة لانشغالات السكان المحليين خاصة في مجال التشغيل والسكن. و باعتبار القطاع الفلاحي-خالق للثروة و مدر لمناصب الشغل- دعا السيد سلال الى اغتنام التسهيلات التي تضمنتها الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتشجيع الشباب على خدمة الأرض خاصة من خلال إنشاء عن قريب ثانويات فلاحية و تشجيع الاستثمارات الفلاحية. وخلال زيارته لمستثمرة فلاحية بحاسي الهواري شمال المدينة أعلن الوزير الأول عن إنجاز ثانويتين فلاحيتين بمعسكر و الوادي في مرحلة أولى قبل تعميم هذا النوع من المؤسسات في الولايات ذات الطابع الفلاحي إيمانا منه بان بعث القطاع الخالق للثروة و مناصب الشغل يمر حتما عبر تكوين متخصص. وقام السيد سلال -الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام- عند لقائه بمجموعة من المستثمرين الفلاحيين للمساحة المسقية للعبادلة بتسليم عقود الامتياز الفلاحي لعشر مستفيدين على مستوى هذه المستثمرة الفلاحية التي استفادت من دعم قدر ب7ر21 مليون دج من الصندوق الوطني للتنمية و الاستثمار الفلاحي. كما سلم قرارات الاستفادة من أجنحة تجارية ل11 شابا بالسوق الجوارية بحي الإنارة و التي بلغت تكلفتها 8ر40 مليون دج وتحتوي على 232 جناح التي انجزت في إطار المخططات البلدية للتنمية. و فيما يتعلق بقطاع النقل دشن السيد سلال محطة النقل البري للمسافرين ببشار كما زار المحطة الجديدة للنقل بالسكة الحديدية التي ستنتهي بها الأشغال قريبا بعد استلام و وضع حيز الخدمة خط السكة الحديدية بشار- المشرية -وهران. مشاريع سكنية وفق الخصوصيات المحلية و بخصوص معضلة السكن التي لازالت تؤرق السكان المحليين استفادت ولاية بشار من اكثر من 3000 مسكن اجتماعي إضافة إلى حصة 700 مسكنا من شتى الصيغ سيتم توزيعها "قريبا" في حين أن 1000 وحدة أخرى تابعة لديوان الترقية و التسيير العقاري سيتم الشروع في إنجازها قريبا. و سمحت زيارة الوزير الأول لمشروع القطبين الحضريين الذين يضمان 1377 مسكنا عموميا ايجاريا له بالتأكيد على "احترام الخصوصيات المحلية عند إنجاز المشاريع السكنية. وبهذا الصدد أكد وزير السكن و العمران السيد عبد المجيد تبون أن طريقة الإنجاز في الجنوب تقوم أساسا على السكن الفردي خصوصية سيتم احترامها في ظل الإطار القانوني الجديد في طور الاعداد ويهدف إلى تحديد قواعد إنجاز السكنات الخاصة بولايات الجنوب. كما صرح أن هناك مرسوما يوجد حاليا قيد الاعداد خاص بمناطق الجنوب و سيتم استكماله في ظرف شهر سيحدد نوعية السكن في الجنوب. و توجت هذه الزيارة -التي تدخل في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة- أيضا بالإعلان عن تأسيس الشركة العمومية "إسمنت الساورة" التي ستشرف على مصنع الإسمنت ببشار والذي ستبلغ طاقته الإنتاجية 5ر1 مليون طن سنويا. وستدخل هذه الوحدة الصناعية التابعة إلى مجمع إسمنت الجزائر حيز الإنتاج في 2017 حيث ستسمح باستحداث 500 منصب عمل مباشر و 3500 منصب غير مباشر. ويهدف المشروع الذي قدرت تكلفة بنحو200 مليون أورو إلى تعزيز قدرات الإنتاج الخاصة بمصانع الإسمنت العمومية ال12 والتابعة للمجمع من 5ر11 مليون طن سنويا في الوقت الحالي إلى 7ر25 مليون طن في أفق 2017''. ولدى افتتاح اللقاء الوطني للاتحاد العام للطلبة الجزائريين أعلن الوزير الأول السيد عبد المالك سلال عن الافتتاح المقبل لثلاث كليات للطب بولايات الاغواط و ورقلة و بشار. و بهذه المناسبة دعا الشباب الجزائري إلى الوثوق في بلادهم مؤكدا أن الدولة الجزائرية لن تدخر أي جهد لتكون في مستوى هذه الثقة معربا عن "ارتياحه" لطريقة اعتصام الشباب بورقلة الذين طالبوا بحقهم في العمل بطريقة سلمية داعين إلى وحدة البلاد و إلى إرساء السلم و الاستقرار في المجتمع الجزائري. من جانبه اكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية للصحافة على هامش هذه الزيارة ان مؤشرات التنمية الاقتصادية تتطور بشكل ايجابي في جنوب البلاد خاصة في مجالات التشغيل والسكن و الخدمات العمومية. و قال في هذا الخصوص ان "المؤشرات الاقتصادية في الجنوب هي نفسها المسجلة في شمال البلاد بل انها احسن من ناحية التمدرس و السكن و نسبة ادخال الكهرباء".