اكد الاستاذ مصطفى شريف يوم الاربعاء بروما بمناسبة تسليمه جائزة السلام لسنة 2013 التي منحتها اياه المؤسسة الايطالية دوتشي ان الجزائر ارض الكرم و الضيافة و ملتقى الحضارات توجد في طليعة الكفاح من اجل ثقافة السلام. و صرح الاستاذ شريف لرئيس المؤسسة باولو دوتشي "انني اتوجه اليكم بالشكر لتكريمكم و تشريفكم اياي بهذه الجائزة المرموقة للسلام و من خلال شخصي المتواضع للجزائر ارض الكرم و الضيافة و ملتقى الحضارات التي هي في طليعة الكفاح و النضال من اجل ثقافة السلام". كما ذكر بان "السلام و الاسلام هما مترادفان من نفس المصدر" مضيفا ان "السلام من اسماء الله". و قال في هذا الخصوص "انني ما فتئت منذ اكثر من ثلاثين سنة اعمل من خلال الابداع و الحوار و التلاقي لاقامة جسور ثقافية و روحية بين ضفتي المتوسط الذي هوعالمنا المشترك". وتابع في ذات السياق ان "التوحيد و الانسانية و المتوسط هي جذورنا المشتركة و ان ليس هناك صراع بين الحضارات فالديانات السماوية اليوم تواجه تحديات مشتركة غير مسبوقة". في هذا الصدد اعتبر الاكاديمي الجزائري ان "التحدي الاول داخلي" معربا عن اسفه لكون "اقلية في مجتمعاتنا لا زالت ترفض الانفتاح على التنوع و العالمية و التغيير". و اضاف يقول ان تلك الاقلية "تناقض قيمنا و مبادئنا الروحية و الثقافية و الاخلاقية" و "تصادر اسم ديننا وتقوم باستغلاله" مؤكدا انها تعمل على "بث الارتباك و الغموض و الخلط" جاعلة الراي العام يكون "صورة سيئة عن الدين". كما اوضح ان "محاولة تقوية الايمان او مقاومة تناقضات زماننا امر مشروع الا ان ذلك يجب ان يتم بحكمة و تعقل و ليس بشكل اعمى". و في معرض تطرقه للتطرف الديني اشار السيد شريف الى ان هذا التيار "غير المبرر" ليس "منهجا في الدين و انما هو يناقض الدين او هو تقليد و رد فعل عفا عليه الزمن و مآله الفشل". و اعتبر في هذا الاطار ان "هذا التحدي يتطلب التاكيد على الاصلاح و التربية و التفسير الصحيح لمراجعنا". اما التحدي الثاني بالنسبة له فهو عالمي و يتعلق ب"التيه و فقدان المعالم بسبب التدنيس و ترك الاخلاق و تراجع الحق". كما اشار الى ان تهميش الدين و الانسانية و الاحساس المعادي للدين وزاد من حدته قانون الغاب قد ادى الى "التجرد من الانسانية و بالتالي الى الياس و فقدان التوازن". اما بخصوص التحدي الثالث وهو البديل فقد اكد بان الامر يتعلق بتحديد السبل "للمساهمة في الخروج من المازق من خلال المشاركة في التربية و ثقافة السلام و التضامن و احترام الحق في الاختلاف". و ابرز في هذا السياق ان المؤمنين المتنورين من دون تبشير لديهم "واجب الشهادة و التعليم و الحوار حتى يجد الشباب المعالم الاخلاقية و الثقافية التي تسمح لهم بالتطور دون التنكر للجذور و الذاكرة و الغاية من الحياة" مضيفا ان "الفعل و العمل (و) المثالية يجب ان تكون متماشية مع القول حتى تكون مصداقيتنا كاملة". و اكد في هذا الاطار ان الخير المشترك ليس "انتقائيا" حيث يكون في هذا الاطار حوار الثقافات و الديانات "حيويا". و خلص في الاخير الى ان الجهل يعتبر في اغلب الاحيان المصدر الرئيسي للمشاكل مضيفا ان "التعارف المتبادل هو السبيل الذي يؤدي الى التعايش المشترك من خلال اقامة حضارة جديدة مشتركة التي تنقصنا" و التي تعد "التحدي الاكبر".