دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى التظاهر في كامل أنحاد البلاد و بشكل سلمى اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء في الوقت الذي تعتزم فيه المعارضة حشد مؤيديها للاحتجاج على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي لاقت ترحيبا دوليا. وجاءت دعوة مادورو إثر إشتباكات وقعت مساء امس الإثنين في العاصمة كاراكاس بين قوات الأمن و المئات من المحتجين الموالين للمعارضة حيث أطلقت وحدات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ورفض كابريليس الاعتراف بنتائج الانتخابات داعيا إلى إعادة فرز الأصوات بينما طالبت / مائدة الوحدة الديمقراطية / وهو تحالف محافظ يدعم كابريليس باعادة فرز الاصوات قائلة انها سجلت 3000 مخالفة خلال عملية التصويت . ودعا أنصاره إلى التظاهر والنزول الى الشوارع لمطالبة السلطات الانتخابية باعادة فرز الاصوات في حين شهدت العديد من المدن اندلاع احتجاجات أدت الى وقوع أعمال عنف خلفت جرح تسعة أشخاص حسب ما أعلنته السلطات الفنزويلية . في غضون ذلك دعا الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو إلى إلتزام الهدوء و المحافظة على السلام مؤكدا إستعداده لمراجعة النتائج قائلا "نحن نرحب بالمراجعة واطلب رسميا من اللجنة الوطنية للانتخابات القيام بمراجعة" موضحا "ما زلت ادعو للسلام وادعو الشعب الى الكفاح السلمي " . وفي ذات السياق دعا مادورو أنصاره إلى التظاهر أمام مكاتب المجلس الإنتخابي في كافة انحاء البلاد اليوم الثلاثاء وغدا الاربعاء في نفس الوقت الذي تنوي فيه المعارضة حشد مؤيديها للاحتجاج على نتيجة الانتخابات الرئاسية. و كان مادورو قد تعهد خلال حملته الإنتخابية بتكريس "الوحدة والسلام" مؤكدا أنه "يريد أن يصبح رئيس السلام والأمن والتعايش والحياة" وواعدا بالقضاء نهائيا على مشكل انعدام الأمن وارتفاع معدلات الجريمة الظاهرة التي جعلت من فنزويلا واحدة من أعنف الدول في العالم بمعدلات تتجاوز50 قتيلا كل يوم بحسب أرقام صادرة عن منظمات غير حكومية. وفي ذات السياق أكدت تيبيساي لوسينا رئيسة مجلس الانتخابات الوطني أنها " تفند كل المزاعم بحدوث تزوير الصادرة عن كابريليس" وحثته على تسجيل طلبه الخاص بفرز الأصوات صوتا صوتا عبر القنوات الشرعية مشددة على ان "السبل القانونية للقيام للرفض موجودة ومهاجمة النظام الانتخابي ليست الطريقة السليمة للتعامل مع السلطة الانتخابية" كما اكدت أن "الدستور والقانون هما السبيل الوحيد الذي يحترمه الديمقراطيون الحقيقيون في البلاد". و أوضحت لوسينا أن فوزمادورو تم بفارق 265 الف صوت على منافسه كابريليس الذي رفض الإعتراف بالنتائج. و على الصعيد الدولي رحبت العديد من الدول بنتائج الإنتخابات الفنزويلية معربة عن إستعدادها للتعاون مع الرئيس مادورو حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ "اننا نحترم اختيار الشعب الفنزويلي ونهنئ مادورو بالفوز فى الانتخابات" مضيفة "اننا على استعداد للعمل مع الجانب الفنزويلي لمواصلة دفع العلاقات الوثيقة وعلاقات التعاون من أجل تحقيق منفعة أفضل لشعبى البلدين". كما هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره نيكولاس مادورو على هذا الفوز وقال أنه "يتوقع استمرار العلاقات الطيبة مع بلد تربطه بموسكو العديد من العلاقات خاصة الاستثمارات في مجال النفط" كما أبدى بوتين "ثقته في أن فنزويلا خلال قيادة مادورو ستوثق علاقات الشراكة الاستراتيجية مع روسيا". من جانبها شددت واشنطن على "أهمية التدقيق في نتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا التي جاءت متقاربة". وتميزت هذه الإنتخابات بتعزيزات امنية مكثفة حيث سخرت السلطات الفنزويلية سخرت نحو 150ألف عسكري لتأمين مكاتب الإقتراع بينما اغلقت فنزويلا حدودها منذ بداية الاسبوع في حين يشرف على هذه الانتخابات أكثر من 3 آلاف مراقب محلي و240 مراقب دولي. وأسفرت نتائج الإنتخابات الرئاسية عن مادورو بعد حصوله على نسبة 66ر50 بالمائة من الأصوات مقابل 06ر49 بالمائة لمنافسه هنريك كابريليس زعيم المعارضة وذلك بعد فرز 99 بالمائة من الاصوات التي ادلى بها ما يقارب 18.9 مليون ناخب. و عقب فرز الأصوات أعلنت لجنة الانتخابات في فنزويلا رسميا امس فوز نيكولاس مادورو في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الاحد فى البلاد رغم اصرار المعارضة على تأجيل اقامة الحفل الرسمي لحين اعادة فرز الاصوات بالكامل. و يرتقب أن يتم تنصيب نيكولاس مادورو يوم الجمعة المقبل رئيسا لفنزويلا ليتولى مقاليد الحكم فى البلاد حتى عام 2019 بعد شهر واحد عن وفاة الزعيم هوغو تشافيز الذي قاد البلاد لمدة 14عاما.