يعد المجاهد و الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي الذي وافته المنية أمس الثلاثاء عن عمر ناهز ال85 سنة من الرجال الذين سخروا حياتهم للمحافظة على كرامة الجزائر و الدفاع عنها مهما كانت الظروف، حسب الشهادات التي أدلت بها اليوم الأربعاء شخصيات وطنية و سياسية. ففي تصريحات صحفية على هامش مراسم إلقاء النظرة الاخيرة عليه التي نظمت بقصر الشعب أكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية أن الفقيد علي كافي "معروف بوطنيته كونه انخرط في الحركة الوطنية منذ زمن طويل و التحق بها مبكرا". و بعد أن ذكر بأن المرحوم شارك في عدة عمليات عسكرية تاريخية أشار الوزير أن كافي كان قد قاد النضال بطريقة "شجاعة" و ساهم في توجيه الكفاح المسلح ضد الإستعمار الفرنسي و واصل في خدمة البلاد في المجال السياسي و الديبلوماسي بعد إستقلال الجزائر كما تولى عدة مهام توجت برئاسة المجلس الأعلى للدولة. و من جهته نوه وزير المجاهدين محمد شريف عباس بمناقب وخصال الفقيد مسترجعا ذكريات الود و الصداقة التي جمعته به منذ القدم التي مكنته من أن يتحسس في علي كافي "الرجل الشهم الصادق المحب للجزائر". كما أشار الى أن الفقيد كان إنسانا "متفتحا و رجل حوار محب للشباب و يتميز بالتواضع حمل دائما الجزائر في قلبه وعواطفه كما كان رجلا صلبا في المواقف الوطنية الكبرى". و بدوره أشاد اللواء المتقاعد خالد نزار الذي كان عضوا في المجلس الأعلى للدولة بالماضي النضالي لعلي كافي مشيرا أنه كان "رجلا مثاليا دافع على لم الشمل و وحدة المجتمع في الفترة العصيبة التي كانت تمر بها الجزائر في فترة توليه رئاسة المجلس". من جهته إعتبر المجاهد و الوزير الأول السابق السيد بلعيد عبد السلام وفاة علي كافي "خسارة للجزائر لأنه كان مناضلا ومجاهدا و وطنيا منذ شبابه" منوها بمساره النضالي والكفاحي ضد الإستعمار الفرنسي و بمشاركته "النبيلة" في قيادة الثورة التي توجت بإسترجاع السيادة الوطنية. أما الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد فاعتبر المسار الثوري و السياسي للفقيد قدوة للأجيال الصاعدة مطالبا هذه الأخيرة بالإعتبار من القيم الأدبية التي تركها هذا الرجل الذي "سخر كل حياته للجزائر حتى تبقى دائما واقفة مهما كانت الظروف".