دعا باحثون خلال الملتقى الذي تناول شخصية أبي رأس الناصري يوم الخميس بمعسكر إلى الاهتمام أكثر بتراث هذا العلامة والعمل على نشره. وأبرز الدكتور طيبي غماري عميد كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بجامعة معسكر أن العلامة أبي رأس الناصري من أرقى الشخصيات العلمية والتاريخية بمعسكر والوطن ترك تراثا غنيا لا يزال بعضه مجهولا عند الباحثين وينبغي الإهتمام به مؤكدا تعاون كليته مع مديرية الثقافة للولاية لنفض الغبار عنه عبر تشجيع الدراسات العلمية وتنظيم ملتقيات متخصصة. من جهته أكد الدكتور بوداود عبيد من نفس الجامعة أن جانبا كبيرا من تراث وكتب أبي رأس الناصري التي بلغت 136 مصنف لم تنل حظها اللازم من الإهتمام داعيا الباحثين إلى العمل على تحقيق تلك المصنفات ونشرها لتعميم الفائدة. وأضاف المتدخل في قراءة له لكتاب "الحلل السندسية في شأن وهران والجزيرة الأندلسية" لأبي رأس الناصري أن هذا الأخير الذي ولد سنة 1735 قام بالتأليف في 18 مادة وتخصص منها التاريخ والفقه وعلوم القرآن والشعر واللغة. وأبرز الباحث أن العديد من المصنفات والمخطوطات الخاصة بأبي رأس الناصري لا تزال موجودة في دور الأرشيف وخزائن الكتب في العديد من البلدان وينبغي الحصول على نسخ منها على الأقل وتحقيقها ونشرها. بدوره أوضح مدير الثقافة محمد سحنون أن هذا اللقاء الذي دشن فعاليات شهر التراث سيتحول إلى ملتقى دائم ينظم كل شهرين ويتناول في كل طبعة إحدى الشخصيات العلمية من ولاية معسكر. للإشارة فقد شارك في هذا الملتقى الذي نظمته مديرية الثقافة بالتعاون مع جامعة معسكر مجموعة من الباحثين من جامعات وهران ومعسكر وتيارت والجزائر العاصمة وسيدي بلعباس حيث تناولوا بعض مخطوطات أبي رأس الناصري والمدارس الفقهية في عصره وتجربة العلامة في التأريخ وموقفه من الأحداث التي عاصرها.