أدانت الجامعة العربية يوم الاحد عملية القصف الاسرائيلي للأراضي السورية واعتبرته "اعتداءا سافرا" داعية في نفس الوقت مجلس الامن الدولي الى التحرك لوقف هذه الاعتداءات فيما وصفته دمشق بمثابة "اعلان حرب" عليها و"تحالفا مع الارهابيين". وندد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للجامعة العربية بعمليات القصف الإسرائيلي للأراضي السورية ووصفه بأنه "اعتداء سافر" داعيا مجلس الأمن الدولي إلى التحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها. من جهته أدان الرئيس اللبنانى ميشال سليمان اليوم "الاعتداءات الاسرائيلية المجرمة على مواقع سوريا" مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير الصارمة بحق اسرائيل لثنيها عن سياستها العدوانية. وكان وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور قد دعا في وقت اليوم جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم حيال العدوان الاسرائيلي الجديد على سوريا. و أدانت مصر ايضا العدوان الإسرائيلي على سوريا, باعتباره انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية , ومن شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا, فضلا عن تهديده لأمن واستقرار المنطقة . وقال بيان للرئاسة ان مصر ترفض الاعتداء على المقدرات السورية أو المساس بسيادة سوريا واستغلال أزمتها الداخلية تحت أية ذريعة كانت. وتدعو مصر كافة الدول إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة التجاوزات الإسرائيلية المتكررة وحفظ السلم والأمن الدوليين. وطالبت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الدول العربية و إيران بالتدخل العاجل لحل الازمة السورية بما يحقق خيارات الشعب السوري في الحرية. و دعا محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس الدول العربية التدخل العاجل لحقن الدماء في سوريا و الخروج من الأزمة هناك بحل سلمي يحقق خيارات الشعب السوري في الحرية و الوقوف بشكل موحد ضد العدوان الإسرائيلي على سوريا. واضاف الزهار خلال مؤتمر عقد اليوم في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة ان اسرائيل أغارت على العديد من الدول العربية مشيرا الى قصفها العراق وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن. واكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (ثالث أكبر الفصائل) اليوم أن الغارات الإسرائيلية على سوريا تعتبر بداية حريق كبير في المنطقة وسيكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة. و طالبت حركة الجهاد كل دول المنطقة التدخل للضغط على أطراف النزاع في سوريا للتوصل الى حل يحقن الدماء السورية ما يحافظ على قوة سوريا ووحدة أرضها وشعبها بعيدا عن أي تدخل أو عدوان خارجي. وقال الشيخ خالد البطش القيادي البارز في الحركة أن "الاحتلال الإسرائيلي تجاوز الخطوط الحمر بقصف عاصمة عربية شقيقة" قائلا "إذا لم يتم الرد على جريمته سيتمادى وسيحول ذلك إلى سياسة ومنهج يومي له في سوريا". كما استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) في بيان لها الغارة الإسرائيلية قائلة "إن دخول العدو الإسرائيلي على خط الأزمة السورية بهذا الشكل العنيف سيغير قواعد اللعبة وسيضع المنطقة برمتها على شفا حرب إقليمية". بدوره استنكر حزب الشعب الفلسطيني الغارة الإسرائيلية على سوريا موضحا أن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على البلاد "مؤشر خطير على التدخل الخارجي في الأزمة السورية". ومن طهران ندد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست بالهجوم الإسرائيلي على سوريا وإصرار إسرائيل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة داعيا دول المنطقة للوقوف بحكمة أمام هذه الاعتداءات. وأكد مهمانبرست على "ضرورة وحدة وتضامن دول المنطقة في مواجهة تهديدات إسرائيل". وكانت طائرات إسرائيلية شنت في 30 جانفي الماضي غارة جوية على مركز البحوث العلمية في نفس البلدة مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين وفق مصادر سورية رسمية. دمشق تعتبر الاعتداء الاسرائيلي "تحالفا مع الارهابيين" ومن جهتها أكدت الحكومة السورية أن "العدوان الإسرائيلي الجديد يأتي في محاولة واضحة للتخفيف من الضغط على المجموعات الإرهابية المسلحة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها على يد جيشه الباسل في أكثر من مكان وبعد تحقيق قواتها المسلحة العديد من الإنجازات على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا". وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الهجوم الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية العسكري في منطقة جمرايا في ريف دمشق "يشكل تحالفا بين إسرائيل والإرهابيين"ويمثل "إعلان حرب"على سوريا. وتوعد المقداد في تصريح برد دمشق على هذا الهجوم الإسرائيلي في الوقت والطريقة اللذين تراهما مناسبين. وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) قالت إن صواريخ إسرائيلية استهدف مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا في ريف دمشق وقالت وزارة الخارجية السورية إن الهجوم الإسرائيلي استهدف مواقع تابعة للقوات المسلحة وأسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.