احتجت سورية اليوم الخميس لدى الأممالمتحدة على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أمس الأربعاء أحد مراكز البحث العلمي بريف دمشق وسط إدانة وتنديد دولييين ودعوات عربية بوضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها. وقد استدعت الخارجية السورية قائد قوات الأممالمتحدة في الجولان السوري المحتل اللواء إقبال سنغا وأبلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 وللالتزامات التي يفرضها ذات الاتفاق. وفور قصف طائرات إسرائيلية لمركز علمي في منطقة (جمرايا) في ريف دمشق سارع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل الغربي إلى إدانة العدوان قائلا انه "انتهاكا واضحا لأراضي دولة عربية ولسيادتها بالمخالفة لميثاق الأممالمتحدة ولقواعد القانون الدولي وخرقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وقصد وضع حد لتمادي إسرائيل في اعتداءاتها على الدول العربية طالب العربي المجتمع الدولي ب"تحمل مسؤولياته" تجاه الوضع باعتبار أن صمت هذا الأخير عن الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على الأراضي السورية هو من "شجعها على المضي في العدوان الجديد". دول الجوار تشجب العدوان الإسرائيلي "السافر" على سورية وفي ذات السياق شجبت إيران انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية وقصفها لمركز الأبحاث معتبرة أن العملية تندرج ضمن "الأهداف المشتركة للمجموعات الإرهابية والكيان الإسرائيلي حيال سورية". وطالب مساعد وزيرالخارجية الإيراني للشؤون العربية واللإفريقية حسين أمير عبد اللهيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ب"إتخاذ موقف مؤثر ومجد حيال هذا الاعتداء الغاشم" داعيا الأطراف التي لطالما اتخذت مواقف صارمة ضد سورية إلى "اتخاذ موقف حاسم تجاه هذا العدوان الاسرائيلي". أما لبنان فقد اعتبر رئيسها ميشال سليمان أن إسرائيل تستغل الأوضاع القائمة في سورية راهنا لتنفذ سياستها العدوانية غير آبه بالمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية والإنسانية فيما رأى وزير خارجيتها عدنان منصور في هذا العدوان تأكيد مرة أخرىعلى "حقيقة المسلك الإسرائيلي الذي تتسم به دولة الإرهاب منذ عام 1948 وما يشكله من تهديد دائم للسلام والامن العربي" مؤكدا بأن سياسة "سلام الأمر الواقع الذي تريد إسرائيل فرضه لن يجد طريقه إلى المنطقة ولن يوفر الأمان والسلام لدولة العدوان الذي تسعى إليه". وقصد مواجهة هذا العدوان بكافة الوسائل الشرعية دعا عدنان الدول العربية إلى "اتخاذ موقف حازم" تجاهه. القطبين الغربيين الروسي والصيني يدينان العدوان ومن جهتها أعربت السلطات الروسية عن "قلقها العميق" إزاء الغارة الجوية التي تمثل على حد تعبير وزارة خارجيتها "هجمات غير مبررة على أراضي دولة ذات سيادة" معتبرة إياها "انتهاكا غير مقبول لميثاق الأممالمتحدة". وحفاظا على السام والاستقرار الإقليميين دعت الصين هي الأخرى إلى "تجنب القيام بأية تحركات قد تصعد الوضع الحالي في سورية". ورغم الردود الدولية المدينة للاعتداءات الإسرائيلية على اختلاف أشكالها تواصل السلطات الإسرائيلية عدوانها الغاشم على الدول العربية غير آبهة بالمواثيق والأعراف الدولية التي لطالما تدعو إلى احترامها.