خصصت قيادة القوات الجوية يوم الجمعة جناحين من الطبعة الثانية لمعرض الجيش الوطني الشعبي "ذاكرة و إنجازات" لعرض آخر التطورات التي توصلت اليها في مجال البحث و التطوير و تسيير مشاريع التطوير التكنولوجي في مجال الطيران. و قامت قيادة القوات الجوية خلال اليوم الرابع من هذا المعرض الذي بادر به الجيش الوطني الشعبي منذ يوم الثلاثاء الفارط بقصر المعارض في اطار الاحتفالات بالذكرى ال50 لاستقلال البلاد بعرض أحدث الصناعات التي تم إنجازها في ميدان الطيران بعد عمل حثيث من البحث و الدراسة في سبيل تطوير صناعة العتاد الجوي وفق أحدث التقنيات التكنولوجية. و في هذا السياق أكد رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات الجوية المقدم كمال فكان أن "قيادة القوات الجوية ركزت في الطبعة الثانية لمعرض "ذاكرة و إنجازات" على مجالات البحث و التطوير و التصنيع". و تم في هذا الصدد عرض طائرتين خفيفتين محليتي الصنع واحدة ذات مقعدين و الثانية ذات أربعة مقاعد و تم عرض مقلد الطيران المستعمل في تعليم طلبة الطيران الذي تم تطويره وفقا للتكنولوجيات الحديثة. و منحت قيادة القوات الجوية أهمية خاصة للتصنيع الذي يتم على مستوى مؤسسة صناعة الطائرات بطفراوي (وهران) و كذا لصيانة العتاد المستعمل في الطيران الذي يتم على مستوى مؤسسة تجديد عتاد الطيران بالدار البيضاء (الجزائر العاصمة). وفي الجناح المخصص لعرض أهم ما توصلت اليه مؤسسة صناعة الطائرات تم وضع كل المعلومات عن هذه المؤسسة في متناول الزوار اللذين بدأوا يتوافدون على أجنحة المعرض منذ الصبيحة. و تعتبر هذه المؤسسة ذات الطابع الاقتصادي و التجاري متخصصة في صنع الطائرات الخفيفة و أنشئت في 1993 بحيث كانت تقوم بالتركيب فقط الى ان انطلقت في الصناعة في سنة 2002 بعد إنجاز أول طائرة ذات مكانين وفق المعايير الدولية فيرناس -142 و في سنة 2004 صنعت طائرة ذات أربعة أماكن سفير-43. و تخصص هذه الطائرات المصنوعة محليا بنسبة 70 بالمائة للطيارين المبتدئين و بالاضافة الى ذلك تستعمل في مهام الاستطلاع و المهام السياحية و كذا لحمل الأمتعة الخفيفة. وحسب مسؤول الجناح فان "المؤسسة قامت بتطوير الطائرة ذات أربعة أماكن (سفير-43) لتتحول زيادة على مهمتها العسكرية الى طائرة ذات غرض فلاحي تستخدم لمكافحة الجراد و الحشرات الضارة بالزراعة و ذلك بالمشاركة مع خبراء وزارة الفلاحة". أما مجال صيانة عتاد الطيران فتضمن قطع غيار مصنوعة على مستوى مؤسسة صناعة الطائرات بطفراوي كما أبرز مدى فعالية المؤسسة في هذا المجال و درجة التطور الذي بلغته لتلبية حاجيات تجديد طائرات القوات الجوية. و شدد مسؤول الجناح على ان "صناعة القطع المخصصة للطائرات تستلزم دقة عالية لضمان سلامة الطيارين و ذلك باتباع تقنيات عالية الدقة" مؤكدا في الوقت ذاته أن مصالحه "تحرص على تجديد قطع غيار الطائرات حسب عدد الساعات أي بعد مرور 1500 ساعة من الطيران". و للتذكير فان الطبعة الثانية من معرض "ذاكرة و إنجازات" قد أشرف على تدشينها الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية بحضور ضباط سامين. و يرمي هذا المعرض إلى إبراز الاشواط التي قطعت في مجال البحث والتطوير وفق أسس علمية تهدف الى الرفع من قدرات الجاهزية والمساهمة في تطوير النسيج الصناعي والاقتصادي الوطني. ويعتبر المعرض فرصة لتعريف الجمهور بمدى التطور المسجل على العديد من الاصعدة وذلك من خلال ابراز مراحل التطور الذي تم تحقيقه خلال مسيرة 50 سنة من عمر الجزائر المستقلة. كما يهدف المعرض الذي يدوم الى غاية يوم 7 جويلية المقبل الى ارساء ثقافة الدفاع الوطني وتدعيم الوعي الجماعي لدى كل فئات المجتمع بخصوص متطلبات الدفاع المتسمة بالتكامل والانسجام.