تمكن أعوان المديرية الجهوية للجمارك لتلمسان خلال شهري جوان وجويلية من حجز 39ر124 قنطار من المخدرات القادمة من المغرب والمتمثلة أساسا في القنب الهندي بقيمة إجمالية تفوق 56ر497 مليون دج، حسب ما علم من مسؤول خلية الإتصال لذات المديرية. وقد سجلت هذه الكمية المحجوزة في 11 عملية قامت بها الفرق المتنقلة للجمارك عبر الولايات التي تغطيها المديرية الجهوية وهي تلمسان وسيدي بلعباس وسعيدة. وذكر السيد العربي رحموني أن آخر هذه العمليات سجلت الإثنين الماضي بالطريق المؤدي إلى سيدي دحو بولاية سيدي بلعباس تم خلالها حجز حوالي 5 أطنان من الكيف المعالج كانت محملة على متن شاحنة. وأضاف أن حجم المحجوزات قد تضاعف بشكل مذهل مقارنة بالسنوات الماضية حيث تم حجز منذ بداية السنة 49ر206 قنطار من المخذرات خلال 23 عملية تورط فيها 13شخصا. وأوضح السيد رحموني أن سبب هذا الإرتفاع على مستوى المنطقة الحدودية الغربية يعود إلى "تغير حركة شبكات التهريب" من الجنوب إلى الشمال بعد الضربات الموجعة التي تلقها المهربون بالجهة الجنوبية من طرف الفرق المشتركة لقوات الأمن الوطني و"تدهور الحالة الأمنية بالساحل" بالاضافة إلى "الانتاج الوفير للقنب الهندي بالمغرب". وذكر أن "هذه المعطيات المستجدة دفعت بالجمارك الجزائرية إلى وضع استراتيجية عامة من أجل التصدي بنجاعة إلى شبكات المهربين وإحباط كل محاولات إدخال السموم إلى التراب الوطني وذلك بالتنسيق مع مختلف الأسلاك الأمنية" مضيفا أن هذه الاستراتيجية "ترجمت بعصرنة القطاع وتزويده بالكفاءات البشرية المتخصصة الكافية والتجهيزات العصرية اللازمة وتحسين ظروف العمل". ومن هذه المرافق أشار نفس المسؤول إلى مشروع بناء 23 مركزا جديدا للمراقبة تم استلام حصة منها والباقية تجري حاليا بها الأشغال على مستوى الشريط الحدودي لولاية تلمسان البالغ طوله 170 كلم. ومن جهته ذكر والي تلمسان السيد عبد الوهاب نوري أن محجوزات مختلف مصالح الأمن (الدرك والأمن الوطنيين والجمارك وحرس الحدود) بلغت خلال 2012 عبر الشريط الحدودي للولاية أكثر من 1300 قنطار من الكيف المعالج قادمة من المغرب وهي تمثل 47 مرة الكمية التي حجزت خلال 2011 و144 مرة محجوزات 2006. وللتذكير فقد سبق لوزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أن صرح أن مشكل تهريب المخدرات أصبح "يقلق الجزائر حاليا" مشيرا إلى أن "الجزائر شبه مستهدفة". وقال السيد مدلسي "إننا نأمل في تعاون من قبل المغرب الشقيق لمكافحة تهريب المخدرات". وكان تقرير لمنظمة الأممالمتحدة قد صنف المغرب كأول بلد منتج ومصدر للكيف المعالج على المستوى العالمي.