سيجمع لقاء في سبتمبر المقبل القناصلة والقنصل العام للجزائر بباريس مع رؤساء مقاطعات فرنسية بنفس المنطقة بهدف تقييم البعد الإنساني للتعاون بين البلدين حسبما أعلنه اليوم الثلاثاء بليون كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج السيد بلقاسم ساحلي. وأوضح السيد ساحلي لوأج أن هذا اللقاء —الذي سيكون مستقبلا بمثابة آلية منتظمة للتشاور الدوري— يهدف إلى دراسة سويا الإجراءات المتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين في فرنسا ودخولهم وإقامتهم والتأشيرات وحالات رفض الدخول واحترام حقوقهم والصعوبات التي يواجهونها في فرنسا مشيرا إلى أن الاجتماع الأول من نوعه بين البلدين سيكون عملية نموذجية ستخص في وقت أول خمس ممثليات قنصلية جزائرية. ويدخل اللقاء في إطار النقاشات غير الرسمية المباشرة بين الجزائروفرنسا قبل الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر. وسيكون اللقاء مسبوقا باجتماع مع رؤساء مراكز قنصلية جزائرية في فرنسا وإطارات وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية المكلفين بالملف. وأوضح السيد ساحلي أنه "إذا كللت العملية النموذجية بالنجاح فسيتم توسيعها لتشمل جميع المراكز القنصلية الجزائرية في فرنسا". وأشار كاتب الدولة إلى أن "هذه الآلية ستكون فرصة لتذليل الصعوبات التي تطرأ على العلاقات بين البلدين من حيث البعد الإنساني". وأضاف أنها ستكون فرصة سانحة لتقييم تطبيق اتفاقات 27 ديسمبر 1968 بين الحكومة الجزائرية والفرنسية والمتعلقة بتنقل الرعايا الجزائريين وعائلاتهم وشغلهم وإقامتهم في فرنسا والملحقات الأخرى المرتبطة بالبعد الإنساني والتعاون بين البلدين. وأشار إلى وجود بعض الاختلافات بين الطرفين بشأن تفسير نصوص الاتفاقات موضحا انه "سيتم التطرق لذلك خلال المفاوضات التي ستباشر في إطار اللقاء المزمع عقده في سبتمبر أو أكتوبر المقبل بين الممثلين القنصليين الجزائريين ورؤساء المقاطعات الفرنسية". وذكر السيد ساحلي أن هذا المسعى يندرج في إطار توجيهات الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند اثر زيارة هذا الأخير إلى الجزائر في ديسمبر 2012 والتي توجت بالتوقيع على إعلان الجزائر". وأضاف كاتب الدولة أنه سيتم كذلك خلال اللقاء بين القناصلة الجزائريين في فرنسا ورؤساء المقاطعات الفرنسية التطرق إلى ملف المتقاعدين الجزائريين في فرنسا. وذكر في هذا الصدد بأن الحكومة الفرنسية قررت تنصيب لجنة برلمانية قامت بإعداد تقريرها الأولي من أجل تحسين بالشراكة مع الجزائر أوضاع هذه الفئة من الرعايا الجزائريين الذين يواجهون صعوبات للاستفادة من نظام التقاعد التكميلي. وأكد أنه سيتم "التطرق مع الجانب الفرنسي إلى سبل احترام حقوق (المتقاعدين)". وأشار إلى أن الأمر كذلك بالنسبة للجانب المتعلق بتنقل الأشخاص موضحا أن الجزائر تتفاوض مع عدة بلدان أوروبية للتوقيع على اتفاقات لتسهيل تسليم تأشيرات. وذكر في هذا الصدد الاتفاق المبرم في ديسمبر 2012 مع مملكة اسبانيا لفائدة جامعيين و رياضيين وباحثين. وشرع السيد ساحلي اليوم الثلاثاء في زيارة إلى ليون (فرنسا) في إطار تنفيذ مخطط عمل الحكومة الخاص بهذه الجالية.