دعت الجزائر يوم الخميس ببروكسل إلى تصور شامل ومدمج لإشكالية الهجرة يحترم الكرامة الإنسانية ويفضل الشراكة المفيدة لكل الأطراف بين الشمال و الجنوب. وقال عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في منتدى كرانس مونتانا ''أنا انتمي إلى موطن الذين طالما اعتبروا أن تصورا شاملا ومدمجا لإشكالية الهجرة يضع الإنسان وحقوقه الأساسية في محور انشغالاته ويقوم على روح الشراكة المتوازنة التي تعود بالفائدة على كل الأطراف ويمكن أن يساعدنا على تسيير هذا الملف بالطريقة الناجعة''. خلال لقاء تحت عنوان ''الهجرة والأمن'' برئاسة نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالعدالة والشؤون الداخلية جاك بارو أعرب بلخادم عن ''أسفه'' إزاء الازدواجية التي تطغى على التزام العديد من دول المنطقة (الأورومتوسطية) خلال مختلف الندوات الإقليمية والدولية المخصصة لملف الهجرة. وأكد في هذا السياق أن توصل هذه الندوات إلى ضرورة معالجة شاملة ومتوازنة للهجرة خرج بمحدودية الحلول الأمنية ميدانيا وهي الحلول التي لا تزال تفضلها هذه الدول''. كما ذكر بلخادم بنتائج قمة مجلس الاتحاد الأوروبي الأخيرة (18-19 جوان) التي أكدت على ضرورة تعزيز المفوضية الأوربية أكثر لمكافحة الهجرة غير الشرعية. كما طلب المجلس بجواب قائم على الصرامة. وقال في هذا الصدد إنه بالرغم من ''اعتماد الاتحاد الأوروبي لتصور يسعى إلى أن يكون شاملا إلا أن القاعدة التشريعية والتنظيمية تتوجه أكثر نحو مسعى انتقائي وأمني يلاحظ على أكثر من مستوى''. وأضاف أن هذا التصور أمني ''لأنه تم التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية ووضع ترسانة قانونية عبر ''تعليمة العودة'' من جهة والالتزامات التي تضمنها ''الميثاق الأوروبي حول الهجرة غير الشرعية من جهة أخرى''. ويدعو هذا الميثاق إلى تعميم استعمال التأشيرات البيومترية في آفاق 2012 وتعزيز الأنظمة الموجودة مثل أنظمة الإعلام الآلي ''شنغن'' وتخصيص رحلات خاصة لعمليات طرد المهاجرين غير الشرعيين. وبخصوص علاقة ''الهجرة بالتنمية'' أكد بلخادم أن مفهوم ''ثلاثي الهجرة والأمن والتنمية'' يتطلب مفهوما شاملا يقوم على طرق التشاور الفعلي''. وبخصوص العوامل المشجعة لظاهرة الهجرة أوضح بلخادم أن ''التجرية الخاصة بالجزائر التي أضحت بلدا أصليا وبلد عبور واستقرار للهجرة وكذا بلدان أخرى من جنوب المتوسط تبرز أن ظاهرة الهجرة تستجيب لعدة تحديات وعوامل إنسانية واقتصادية واجتماعية وأمنية''. وانطلاقا من هذه المعاينة أكد أن الجزائر تواصل التفكير في ضرورة ''بحث مسألة الهجرة من زاوية التنمية والتكفل بأسبابها العميقة''. وأعرب من جهة أخرى عن تأسفه ''للنظر اليوم إلى الهجرة بشكل محتقر وأن تصبح مصدر سوء تفاهم وخلافات''. وقال الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية إن الجزائر ترى في وجود مجموعات معتبرة من بلدان جنوب المتوسط المقيمة بأوروبا وكذا التدفق الهائل لتنقل الأشخاص بين ضفتي المتوسط ''إسهاما في خلق شبكة وافية من العلاقات الإنسانية التي ينبغي علينا تثمينها في إطار ترقية العلاقات بين بلداننا''.